بإمامهم ثم يأخذ من اقتدى بإمام حق كتابه بيمينه ويظهر عمى من عمي عن معرفة الإمام الحق في الدنيا واتباعه ، هذا ما يعطيه التدبر في الآية.
وللمفسرين في تفسير الإمام في الآية مذاهب شتى مختلفة :
منها : أن المراد بالإمام الكتاب الذي يؤتم به كالتوراة والإنجيل والقرآن فينادي يوم القيامة يا أهل التوراة ويا أهل الإنجيل ويا أهل القرآن ، وقد تقدم بيانه وبيان ما يرد عليه.
ومنها : أن المراد بالإمام النبي لمن كان على الحق والشيطان وإمام الضلال لمبتغي الباطل فيقال : هاتوا متبعي إبراهيم هاتوا متبعي موسى هاتوا متبعي محمد فيقوم أهل الحق الذين اتبعوهم فيعطون كتب أعمالهم بأيمانهم ثم يقال : هاتوا متبعي الشيطان هاتوا متبعي رؤساء الضلال.
وفيه أنه مبني على أخذ الإمام في الآية بمعناه العرفي وهو من يؤتم به من العقلاء ، ولا سبيل إليه مع وجود معنى خاص له في عرف القرآن وهو الذي يهدي بأمر الله والمؤتم به في الضلال.
ومنها : أن المراد كتاب أعمالهم فيقال : يا أصحاب كتاب الخير ويا أصحاب كتاب الشر ووجه كونه إماما بأنهم متبعون لما يحكم به من جنة أو نار.
وفيه أنه لا معنى لتسمية كتاب الأعمال إماما وهو يتبع عمل الإنسان من خير أو شر فإن يسمى تابعا أولى به من أن يسمى متبوعا ، وأما ما وجه به أخيرا ففيه أن المتبع من الحكم ما يقضي به الله سبحانه بعد نشر الصحف والسؤال والوزن والشهادة وأما الكتاب فإنما يشتمل على متون أعمال الخير والشر من غير فصل القضاء.
ومنه يظهر أن ليس المراد بالإمام اللوح المحفوظ ولا صحيفة عمل الأمة وهي التي يشير إليها قوله : « كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا » الجاثية : ٢٨ لعدم ملائمته قوله ذيلا : « فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ » الظاهر في الفرد دون الجماعة.
ومنها : أن المراد به الأمهات ـ بجعل إمام جمعا لأم فيقال : يا ابن فلانة ولا يقال يا ابن فلان ، وقد رووا فيه رواية.