أؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ـ ثم ترقى فيه وأنا أنظر حتى تأتيها وتأتي معك بنسخة منشورة ـ معك أربعة من الملائكة يشهدون لك أنك كما تقول ـ وأيم الله لو فعلت ذلك لظننت أني لا أصدقك.
ثم انصرف عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وانصرف رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أهله حزينا أسفا ـ لما فاته مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه ـ ولما رأى من متابعتهم إياه ـ وأنزل عليه فيما قال له عبد الله بن أبي أمية : « وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ـ إلى قوله ـ بَشَراً رَسُولاً » الحديث.
أقول : والذي ذكر في الرواية من محاورتهم النبي صلىاللهعليهوآله وسؤالاتهم لا ينطبق على ظاهر الآيات ولا ما فيها من الجواب على ظاهر ما فيها من الجواب. وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في بيان الآيات.
وقد تكررت الرواية من طرق الشيعة وأهل السنة أن الذي ألقى إليه صلىاللهعليهوآله القول من بين القوم وسأله هذه المسائل هو عبد الله بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله.
وفي الدر المنثور ، : في قوله تعالى : « وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ » أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وأبو نعيم في المعرفة ، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أنس قال : قيل : يا رسول الله كيف يحشر الناس على وجوههم؟ قال : الذي أمشاهم على أرجلهم قادر أن يمشيهم على وجوههم.
أقول : وفي معناه روايات أخر.
وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (١٠١)