ينتهي اعتباره إلى عناية من نفس الكتاب العزيز اثنان منها وهما السورة والآية فقد كرر الله سبحانه ذكرهما في كلامه كقوله : « سُورَةٌ أَنْزَلْناها » النور : ١ وقوله : « قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ » يونس : ٣٨ وغير ذلك.
وقد كثر استعماله في لسان النبي صلىاللهعليهوآله والصحابة والأئمة كثرة لا تدع ريبا في أن لها حقيقة في القرآن الكريم وهي مجموعة من الكلام الإلهي مبدوءة بالبسملة مسوقة لبيان غرض ، وهو معرف للسورة مطرد غير منقوض إلا ببراءة وقد ورد (١) عن أئمة أهل البيت عليهالسلام أنها آيات من سورة الأنفال ، وإلا بما ورد (٢) عنهم عليهالسلام أن الضحى وأ لم نشرح سورة واحدة وأن الفيل والإيلاف سورة واحدة.
ونظيره القول في الآية فقد تكرر في كلامه تعالى إطلاق الآية على قطعة من الكلام كقوله : « وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً » الأنفال : ٢ ، وقوله : « كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا » حم السجدة : ٣ ، وقد روي عن أم سلمة : أن النبي صلىاللهعليهوآله كان يقف على رءوس الآي ـ وصح أن سورة الحمد سبع آيات ، وروي عنه صلىاللهعليهوآله : أن سورة الملك ثلاثون آية إلى غير ذلك مما يدل على وقوع العدد على الآيات في كلام النبي صلىاللهعليهوآله وآله.
والذي يعطيه التأمل في انقسام الكلام العربي إلى قطع وفصول بالطبع وخاصة فيما كان من الكلام مسجعا ثم التدبر فيما ورد عن النبي وآله صلىاللهعليهوآله في أعداد الآيات أن الآية من القرآن هي قطعة من الكلام من حقها أن تعتمد عليها التلاوة بفصلها عما قبلها وعما بعدها.
ويختلف ذلك باختلاف السياقات وخاصة في السياقات المسجعة فربما كانت كلمة واحدة كقوله : « مُدْهامَّتانِ » الرحمن : ٦٤ وربما كانت كلمتين فصاعدا كلاما أو غير كلام كقوله : « الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ » الرحمن ـ ١ ٤
__________________
(١) تقدم بعض ما يدل ما يدل عليه من الرواية في ذيل قوله : « إنا نحن نزلنا الذكر » الآية الحجر : ٨ في الجزء الثاني عشر من الكتاب.
(٢) رواه الشيخ في التهذيب بإسناده عن الشحام عن الصادق عليه السلام ونسبه المحقق في الشرائع والطبرسي في مجمع البيان الى رواية أصحابنا.