وقامت عدة من الأمارات والشواهد الأثرية على كونه هو كهف أصحاب الكهف المذكورين في القرآن.
__________________
الأثري الفاضل « رفيق وفا الدجاني » كتابا سماه « اكتشاف كهف أهل الكهف » نشره سنة ١٩٦٤ م يفصل القول فيه في مساعي الدائرة وما عاناه في البحث والتنقيب ، ويصف فيه خصوصيات حصل عليها في هذا الكهف ، والآثار التي اكتشفت مما يؤيد كون هذا الكهف هو كهف أصحاب الكهف الذي ورد ذكره في الكتاب العزيز ، ويذكر انطباق الأمارات المذكورة فيه وسائر العلائم التي وجدت هناك على هذا الكهف دون كهف أفسوس والذي في دمشق أو البتراء أو إسكاندنافية.
وقد استقرب فيه أن الطاغية الذي هرب منه أصحاب الكهف فدخلوا الكهف هو « طراجان الملك ٩٨ ـ ١١٧ م » لادقيوس الملك ٢٤٩ ـ ٢٥١ م الذي ذكره المسيحيون وبعض المسلمين ولا دقيانوس الملك ٢٨٥ ـ ٣٠٥ الذي ذكره بعض أخر من المسلمين في رواياتهم.
واستدل عليه بأن الملك الصالح الذي بعث الله أصحاب الكهف في زمانه هو « ثئودوسيوس » الملك ٤٠٨ ـ ٤٥٠ بإجماع مؤرخي المسيحيين والمسلمين وإذا طرحنا زمان الفترة الذي ذكره القرآن لنوم أهل الكهف وهي ٣٠٩ سنين من متوسط حكم هذا الملك الصالح وهو ٤٢١ بقي ١١٢ سنة وصادف زمان حكم طراجان الملك وقد أصدر طراجان في هذه السنة مرسوما يقضي أن كل عيسوي يرفض عبادة الآلهة يحاكم كخائن للدولة ويعرض للموت.
وبهذا الوجه يندفع اعتراض بعض مؤرخي المسيحيين كجيبون في كتاب « انحطاط وسقوط الإمبراطورية الرومية » على زمان لبث الفتية ٣٠٩ سنين المذكورة في القرآن بأنه لا يوافق ما ضبطه وأثبته التاريخ أنهم بعثوا في زمن حكم الملك الصالح ثئودوسيوس ٤٠٨ ـ ٤٥١ م وقد دخلوا الكهف في زمن حكم دقيوس ٢٤٩ ـ ٢٥١ م والفصل بين الحكمين مائتا سنة أو أقل وهذا منه شكر الله سعيه استدلال وجيه بيد أنه يتوجه عليه أمور :
منها : طرحه ٣٠٩ سنين المذكورة في القرآن وهي سنون قمرية على الظاهر وكان ينبغي أن يعتبرها ٣٠٠ سنة لتكون شمسية فيطرحها من ٤٣٠ متوسط سني حكم الملك الصالح.
ومنها : أنه ذكر إجماع المؤرخين من المسلمين والمسيحيين على ظهور أمر الفتية في زمن حكم ثئودوسيوس ولا إجماع هناك مع سكوت أكثر رواياتهم عن تسمية هذا الملك الصالح ولم يذكره باسمه إلا قليل منهم ولعلهم أخذوا ذلك من مؤرخي المسيحيين ولعل ذلك حدس منهم عما ينسب إلى جيمس الساروغي ٤٥٢ ـ ٥٢١ م أنه ذكر القصة في كتاب له ألفه سنة٤٧٤ فطبقوا الملك على ثئودوسيوس على أن مثل هذا الإجماع إجماعهم المركب على أن طاغيتهم إما دقيوس أو دقيانوس فإنه ينفي على أي حال كونه هو «طراجان».
ومنها : أنه ذكر أن الصومعة التي على الكهف تدل البينات الأثرية على كونها مبنية في زمن جستينوس الأول ٥١٨ ـ ٥٢٧ م ولازم ذلك أن يكون بناؤها بعد مائة سنة تقريبا من ظهور أمر الفتية ، وظاهر الكتاب العزيز أن بناءها مقارن لزمان إعثار الناس عليهم ، وعلى هذا ينبغي أن يعتقد أن بناءها بناء مجدد ما هو بالبناء الأولي عند ظهور أمرهم.
وبعد هذا كله فالمشخصات التي وردت في القرآن الكريم للكهف أوضح انطباقا على كهف الرجيب من غيره.