الإسكندر كالمثل السائر بينهم وقد ورد ذلك في بعض الروايات كما في رواية قرب الإسناد ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام ورواية عقبة بن عامر عن النبي صلىاللهعليهوآله ورواية وهب بن منبه المرويتين في الدر المنثور ،.
وبه قال بعض قدماء المفسرين من الصحابة والتابعين كمعاذ بن جبل على ما في مجمع البيان ، وقتادة على ما رواه في الدر المنثور ، ووصفه الشيخ أبو علي بن سينا عند ما ذكره في كتاب الشفاء ، بذي القرنين ، وأصر على ذلك الإمام الرازي في تفسيره الكبير ،.
قال فيه ما ملخصه : إن القرآن دل على أن ملك الرجل بلغ إلى أقصى المغرب وأقصى المشرق وجهة الشمال ، وذلك تمام المعمورة من الأرض ومثل هذا الملك يجب أن يبقى اسمه مخلدا ، والملك الذي اشتهر في كتب التواريخ أن ملكه بلغ هذا المبلغ ليس إلا الإسكندر.
وذلك أنه بعد موت أبيه جمع ملوك الروم والمغرب وقهرهم وانتهى إلى البحر الأخضر ثم إلى مصر ، وبنى الإسكندرية ثم دخل الشام وقصد بني إسرائيل وورد بيت المقدس ، وذبح في مذبحه. ثم انعطف إلى أرمينية وباب الأبواب ، ودان له العراقيون والقبط والبربر ، واستولى على إيران ، وقصد الهند والصين وغزا الأمم البعيدة ورجع إلى خراسان وبنى المدن الكثيرة ثم رجع إلى العراق ومات في شهرزور أو رومية المدائن وحمل إلى إسكندرية ودفن بها ، وعاش ثلاثا وثلاثين سنة ، ومدة ملكه اثنتا عشرة سنة.
فلما ثبت بالقرآن أن ذا القرنين ملك أكثر المعمورة ، وثبت بالتواريخ أن الذي هذا شأنه هو الإسكندر وجب القطع بأن المراد بذي القرنين هو الإسكندر. انتهى.
وفيه أولا : أن الذي ذكره من انحصار ملك معظم المعمورة في الإسكندر المقدوني غير مسلم في التاريخ ففي الملوك من يماثله أو يزيد عليه ملكا.
وثانيا : أن الذي يذكره القرآن من أوصاف ذي القرنين لا يتسلمه التاريخ للإسكندر أو ينفيه عنه فقد ذكر القرآن أن ذا القرنين كان مؤمنا بالله واليوم الآخر وهو دين التوحيد وكان الإسكندر وثنيا من الصابئين كما يحكى أنه ذبح ذبيحته للمشتري ، وذكر