الأقصى ، والسد الذي يذكره القرآن يصفه بأنه ردم بين جبلين وقد استعمل فيه زبر الحديد والقطر وهو النحاس المذاب والحائط الكبير يمتد ثلاثة آلاف كيلو متر يمر في طريقه على السهول والجبال ، وليس بين جبلين وهو مبني بالحجارة لم يستعمل فيه حديد ولا قطر.
ب ـ نسب إلى بعضهم أن الذي بنى السد هو أحد ملوك آشور (١) وقد كان يهجم في حوالي القرن السابع قبل الميلاد أقوام (٢) سيت من مضيق جبال قفقاز إلى أرمينستان ثم غربي إيران وربما بلغوا بلاد آشور وعاصمتها نينوا فأحاطوا بهم قتلا وسبيا ونهبا فبنى ملك آشور السد لصدهم ، وكأن المراد به سد باب الأبواب المنسوب تعميره أو ترميمه إلى كسرى أنوشيروان من ملوك الفرس هذا. ولكن الشأن في انطباق خصوصيات القصة عليه.
ج ـ قال في روح المعاني : ، وقيل : هو يعني ذا القرنين فريدون بن أثفيان بن جمشيد خامس ملوك الفرس الفيشدادية ، وكان ملكا عادلا مطيعا لله تعالى ، وفي كتاب صور الأقاليم ، لأبي زيد البلخي : أنه كان مؤيدا بالوحي وفي عامة التواريخ أنه ملك الأرض وقسمها بين بنيه الثلاثة : إيرج وسلم وتور فأعطى إيرج العراق والهند والحجاز وجعله صاحب التاج ، وأعطى سلم الروم وديار مصر والمغرب ، وأعطى تور الصين والترك والمشرق ، ووضع لكل قانونا يحكم به ، وسميت القوانين الثلاثة « سياسة » وهي معربة « سي أيسا » أي ثلاثة قوانين.
ووجه تسميته ذا القرنين أنه ملك طرفي الدنيا أو طول أيام سلطنته فإنها كانت على ما في روضة الصفا ، خمسمائة سنة ، أو عظم شجاعته وقهره الملوك انتهى.
وفيه أن التاريخ لا يعترف بذلك.
د ـ وقيل : إن ذا القرنين هو الإسكندر المقدوني وهو المشهور في الألسن وسد
__________________
(١) منقول عن ، كتاب « كيهان شناخت » للحسن بن قطان المروزي بن قطان المروزي الطبيب المنجم المتوفى سنة ٥٤٨ ه وذكر فيه أن اسمه « بلينس » وسماه أيضا إسكندر.
(٢) كانت هذه الأقوام يسمون ـ على ما ذكروا ـ عند الغربيين « سيت » ولهم ذكر في بعض النقوش الباقية من زمن « داريوش » ويسمون عند اليونانيين « ميكاك ».