وفي تكرار « الْبَحْرُ » في الآية بلفظه وكذا « رَبِّي » وضع الظاهر موضع المضمر والنكتة فيه التثبيت والتأكيد وكذا في تخصيص الرب بالذكر وإضافته إلى ضمير المتكلم مع ما فيه من تشريف المضاف إليه.
( بحث روائي )
في تفسير القمي ، بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام : في الآية قال : أخبرك أن كلام الله ليس له آخر ولا غاية ولا ينقطع أبدا.
أقول : في تفسيره الكلمات بالكلام تأييد لما قدمناه.
قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠)
( بيان )
الآية خاتمة السورة وتلخص غرض البيان فيها وقد جمعت أصول الدين الثلاثة وهي التوحيد والنبوة والمعاد فالتوحيد ما في قوله : « أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ » والنبوة ما في قوله « إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ » وقوله : « فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً » إلخ والمعاد ما في قوله « فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ ».
قوله تعالى : « قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ » القصر الأول قصره صلىاللهعليهوآله في البشرية المماثلة لبشرية الناس لا يزيد عليهم بشيء ولا يدعيه لنفسه قبال ما كانوا يزعمون أنه إذا ادعى النبوة فقد ادعى كينونة إلهية وقدرة غيبية ولذا كانوا يقترحون عليه بما لا يعلمه إلا الله ولا يقدر عليه إلا الله لكنه صلىاللهعليهوآله نفى ذلك كله بأمر الله عن نفسه ولم يثبت لنفسه إلا أنه يوحى إليه.
والقصر الثاني قصر الإله الذي هو إلههم في إله واحد وهو التوحيد الناطق بأن إله الكل إله واحد.
وقوله : « فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ » إلخ مشتمل على إجمال الدعوة الدينية