بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الإسراء مكية وهي مائة وإحدى عشرة آية
سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١)
( بيان )
السورة تتعرض لأمر توحيده تعالى عن الشريك مطلقا ومع ذلك يغلب فيها جانب التسبيح على جانب التحميد كما بدأت به فقيل : « سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ » الآية ، وكرر ذلك فيها مرة بعد مرة كقوله : « سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ » وقوله : « قُلْ سُبْحانَ رَبِّي » الآية ـ ٩٣ ، وقوله : « وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا » الآية ـ ١٠٨ حتى أن الآية الخاتمة للسورة : « وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً » تحمد الله على تنزهه عن الشريك والولي واتخاذ الولد.
والسورة مكية لشهادة مضامين آياتها بذلك وعن بعضهم كما في روح المعاني ، استثناء آيتين منها وهما قوله : « وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ » الآية وقوله : « وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ » الآية وعن بعضهم إلا أربع آيات وهي الآيتان المذكورتان وقوله : « وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ » الآية وقوله : « وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ » الآية.