يشبّ غيره في الشّهر ، فمكث ما شاء الله أن يمكث.
ثمّ أخرج إبراهيم من السّرب (١) ، فرأى الزّهرة وقوماً يعبدونها ، فقال : أهذا ـ على سبيل الانكار ـ ربّي ؟ فلم يلبث أن طلع القمر وعبده قوم أيضاً وقال ( عليه السلام ) أيضاً على سبيل الانكار (٢) ليكون ذلك حجة عليهم في إثبات التّوحيد ونفي التّشبيه ، وذلك قوله تعالى (٣) : « وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ » (٤).
٩٦ ـ وعن ابن أورمة ، حدّثنا الحسين بن علي ، عن عمر ، عن أبان ، عن حجر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خالف إبراهيم عليه السلام وعادى آلهتهم حتّى أدخل (٥) على نمرود فخاصمه ، فقال إبراهيم عليه السلام : « رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ » الآية ، وكان في عيد لهم دخل على آلهتهم قالوا : ما اجترأ عليها إلّا الفتى الّذي يعيّبها ويبرأ منها ، فلم يجدوا له مُثلةً أعظم من النّار ، فأخبروا نمرود ، فجمع له الحطب وأوقد عليه ، ثمّ وضعه (٦) في المنجنيق ليرمى به في النّار ، وأنّ إبليس دلّ على عمل المنجنيق لإِبراهيم عليه السّلام (٧).
٩٧ ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أخبرني أبي عن جدّي عن النّبي صلوات الله عليه وآله عن جبرئيل عليه الصلاة والسلام قال : لمّا أخذ نمرود إبراهيم عليه السلام ليلقيه في النّار ، قلت : ياربّ عبدك وخليلك ليس في أرضك أحد يعبدك غيره ، قال الله تعالى : هو عبدي آخذه اذا شئت ، ولمّا ألقي إبراهيم عليه السلام في النّار ، تلقّاه جبرئيل عليه السلام في الهوآء وهو يهوي إلى النّار ، فقال : يا إبراهيم ألك حاجة ؟
_________________________________
(١) السرب : الحفير تحت الارض.
(٢) كذا في النّسخ ، ولعل الصّحيح : أن طلع القمر ورأى أيضاً قوماً عنده يعبدونه ، فقال أيضاً على سبيل الانكار قوله الأول ، وهو : أهذا ربي.
(٣) سورة الانعام : (٨٣).
(٤) بحار الانوار (١٢ / ٤٢) ، برقم : (٣١) ، الى قوله « فحملت ».
(٥) في ق ٢ : دخل.
(٦) في ق ٢ : وضع ، وفي ق ٣ : وضعه على.
(٧) بحار الانوار (١٢ / ٣٨ ـ ٣٩) ، برقم : (٢٣).