دخلت عليه قال لها : يا زليخا ما لي أراكِ قد تغيّر لونِك ، قالت : الحمد لله الّذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً ، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً.
قال لها : ما الّذي دعاكِ إلى ما كان منكِ ؟ قالت : حسن وجهك يا يوسف ، قال : فكيف لو رأيت نبيّاً يقال له : محمّد صلى الله عليه وآله يكون في آخر الزّمان يكون أحسن منّي وجهاً ، وأحسن منّي خلقاً ، وأسمح منّي كفّاً ، قالت : صدقت ، قال : فكيف علمت أني صدقت ؟ قالت : لأنّك حين ذكرته وقع حبّه في قلبي ، فاوحى الله تعالى الى يوسف أنّها صدقت إنّي قد أحببتها لحبّهٰا محمّد صلى الله عليه وآله ، فأمره الله تعالى أن (١) يتزوّجها (٢).
١٤٤ ـ وباسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه الصّلاة والسّلام ، قال : لمّا دخل يوسف صلوات الله عليه على الملك يعني نمرود ، قال : كيف أنت يا ابراهيم ؟ قال : انّي لست بابراهيم أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، قال : وهو صاحب إبراهيم الّذي حاجّ إبراهيم في ربّه قال : وكان أربعمائة سنة شاباً (٣).
١٤٥ ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن يزيد بن إسحاق ، عن يحيى الأزرق ، عن رجل ، عن الصّادق صلوات الله وسلامه عليه قال : كان رجل من بقيّة قوم عاد قد أدرك فرعون يوسف ، وكان أهل ذلك الزّمان قد ولعوا بالعادي يرمونه بالحجارة ، وأنّه أتى فرعون يوسف ، فقال : أجرني عن النّاس وأحدّثك بأعاجيب رأيتها ولا أحدّثك الّا بالحق ، فأجاره فرعون ومنعه وجالسه وحدّثه ، فوقع منه كلّ موقع ، ورآى منه أمراً جميلاً.
قال : وكان فرعون لم يتعلق على يوسف بكذبة ولا على
العادي ، فقال فرعون ليوسف : هل تعلم أحداً خيراً منك ؟ قال : نعم أبي يعقوب ، قال : فلمّا قدم يعقوب عليه السّلام
على فرعون حيّاه بتحية الملوك ، فأكرمه وقربه وزاده إكراماً ليوسف ، فقال فرعون ليعقوب
عليه السّلام : يا شيخ كم أتى عليك ؟ قال : مائة وعشرون سنة ، قال العادي : كذب فسكت
_________________________________
(١) في أغلب النّسخ المخطوطة : ان يزوّجها.
(٢) بحار الانوار (١٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٢) ، برقم : (٦٠) ، وإثبات الهداة (١ / ١٩٧) في الباب (٧) الفصل (١٧) الخبر المرقم (١٠٩).
(٣) بحار الانوار (١٢ / ٤٢) ، برقم : (٣٢) و (١٢ / ٢٩٦) ، برقم : (٨١).