أمراً يستبين (١) به هذا الغلام ادع بجمرة ودينار فضعهما بين يديه ففعل ، فأهوى موسى الى الجمرة ووضع يده عليها فأحرقتها ، فلمّا وجد حرّ النّار وضع يده على لسانه ، فأصابته لغثةٌ ، وقد قال في قوله تعالى : « أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ » : قضى أوفاهما وأفضلهما (٢).
١٦٣ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عمّن ذكره ، عن درست ، عمّن ذكره عنهم عليهما السّلام قال : بينما موسى جالس إذ أقبل إبليس وعليه بُرنس (٣) ، فوضعه ودنا من موسى وسلّم ، فقال له موسى : من أنت ؟ قال : إبليس قال : لا قرّب الله دارك لمٰاذا البرنس ؟ قال : أختطف به قلوب بني آدم. فقال موسى عليه السّلام : أخبرني بالذّنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم إستحوذتَ عليه ؟ قال : ذلك إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في نفسه ذنبه.
وقال يا موسى : لا تخلُ بامرأة لا تحلّ لك فإنّه لا يخل رجل بإمرأة لا تحلّ له إلّا كنت صاحبه دون أصحابي وايّاك أن تعاهد الله عهداً ، فانّه ما عاهد الله أحدٌ إلّا كنت صاحبه دون أصحابي حتّى أحول بينه وبين الوفاء به وإذا هممت بصدقة فامضها واذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي حتّى أحول بينه وبينها (٤).
١٦٤ ـ وسئل عن موسى عليه السّلام لمّا وضع في البحر : كم غاب عن أمّه حتّى ردّه الله تعالى إليها ؟ قال : ثلاثة أيّام (٥).
١٦٥ ـ وسئل أيّهما مات قبل ، هارون أم موسى ؟ قال : هارون مات قبل موسى عليهما السّلام ، وسئل أيّهما كان أكبر هارون أم موسى ؟ قال : هارون قال : وكان اسم ابنّي هارون شبيراً وشبّراً وتفسيرهما بالعربية : الحسن والحسين (٦).
وقال : انّ اليهود أمروا بالإمساك يوم الجمعة ، فتركوا
يوم الجمعة وامسكوا يوم السّبت
_________________________________
(١) في ق ٣ وق ٤ : نستبين.
(٢) بحار الانوار (١٣ / ٤٦) ، برقم : (١٢) ، الاية ٢٨ : سورة القصص.
(٣) في البحار : برنس ذو ألوان.
(٤) بحار الانوار (١٣ / ٣٥٠) ، برقم : (٣٩) و (٦٣ / ٢٥١ ـ ٢٥٢) ، برقم : (١١٤) ، وأورد قطعات منه في (٧٢ / ٣١٧) ، برقم : (٢٨) و (١٠٤ / ٤٨) ، برقم : (٥) و (١٠٤ / ٢١٩) ، برقم : (١٩).
(٥) بحار الانوار (١٣ / ٤٦) ، برقم : (١٣).
(٦) بحار الانوار (١٣ / ١١) ، برقم : (١٥).