٢٦٨ ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام أنّ خلادة بنت أوس بشّرها بالجنّة واعلمها أنّها قرينتك في الجنّة ، فانطلق إليها فقرع الباب عليها ، فخرجت وقالت : هل نزل فيّ شيء ؟ قال : نعم ، قالت : وما هو ؟ قال : إنّ الله تعالى أوحى إليّ وأخبرني أنّك قرينتي في الجنّة ، وأن أُبشّرك بالجنّة ، قالت : أو يكون اسم وافق اسمي ؟ قال : إنّك لأنت هي ، قالت : يا نبيّ الله ما أكذّبك ولا والله ما أعرف من نفسي ما وصفتني به ، قال داود : أخبريني عن ضميرك وسريرتك ما هو ؟ قالت : أمّا هذا فسأخبرك به. أُخبرك أنّه لم يصبني وجع قطّ نزل بي كائناً ما كان ، ولا نزل بي ضُرّ وحاجة (١) وجوع كائناً ما كان إلّا صبرت عليه ، ولم أسأل الله كشفه عنّي حتّى يحوّله الله عنّي إلى العافية والسّعة ، ولم أطلب بدلاً وشكرت الله عليها وحمدته ، فقال : داود عليه السلام فبهذا بلغت ما بلغت ، ثمّ قال ابوعبد الله عليه السلام : وهذا دين الله الّذي ارتضاه للصّالحين (٢).
فصل ـ ٥ ـ
٢٦٩ ـ وبإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن
بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله جلّ ذكره : « لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ » (٣) فقال : الخنازير على
لسان داود عليه السلام والقردة على لسان عيسى عليه السلام ، وقال : انّ اليهود أُمروا
بالامساك يوم الجمعة ، فتركوا وأمسكوا يوم السّبت ، فحرم عليهم الصّيد يوم السّبت ، فعمد
رجال من سفهاء القرية فأخذوا من الحيتان ليلة السّبت وباعوا ، ولم تنزل بهم عقوبة
فاستبشروا
_________________________________
(١) في البحار : وما نزل ضرّ بي حاجة ، وفي ق ٢ وق ٤ وق ٥ : ولا نزل ضر ّبي حاجة وكذا في قصص الانبياء للجزائري ص (٣٥٠) وفي ذيل المورد الثّاني من البحار عن مشكاة الانوار : ولا نزل بي مرض وجوع. وهذا أقرب إلى الاعتبار.
(٢) بحار الانوار (١٤ / ٣٩) ، برقم : (١٨) و (٧١ / ٨٩) ، برقم : (٤٢).
(٣) سورة المائدة : (٧٨).