قال : فقال له يحيى : إنّ جبرئيل حدّثني أنّ أمام النّار مفازة لا يجوزها إلّا البكّاؤون ، فقال : يا بنيَّ فابك وحقّ لك أن تبكي(١).
فصل ـ ١ ـ
٢٨٤ ـ وباسناده عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن هشام بن سالم (٢) ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنّ زكريّا كان خائفاً ، فهرب فالتجأ إلى شجرة ، فانفرجت له وقالت : يا زكريّا ادخل فيَّ فجاء حتّى دخل فيها ، فطلبوه فلم يجدوه وأتاهم إبليس وكان رآه فدلّهم عليه فقال لهم : هو في هذه الشّجرة فاقطعوها وقد كانوا يعبدون تلك الشّجرة فقالوا : لا نقطعها ، فلم يزل بهم حتى شقّوها وشقّوا زكريّا عليه السلام (٣).
٢٨٥ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، حدّثنا محمّد بن عليّ ، عن عبد الله بن محمّد الحجّال ، عن أبي إسحاق (٤) ، عن عبد الله بن هلال ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إنّ ملكاً كان على عهد يحيى ابن زكريّا لم يكفه ما كان عليه من الطّروقة حتّى تناول امرأةً بغيّاً ، فكانت تأتيه حتّى أسنّت ، فلمّا أسنّت هيّأت ابنتها ، ثمّ قالت لها : إنّي أريد أن آتي بك الملك فاذا واقعك فيسألك ما حاجتك فقولي : حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريّا عليه السلام فلمّا واقعها سألها عن حاجتها فقالت : قتل يحيى بن زكريا عليه السلام.
[ فقال : ما أنت وهذا الهي عن هذا ، قالت : ما لي
حاجة إلّا قتل يحيى ] (٥) فلمّا كان في اللّيلة الثّالثة بعث إلى يحيى فجاء به ، فدعا بطشت ذهب فذبحه فيها وصبّوه على الأرض
_________________________________
(١) بحار الانوار (٧٠ / ٣٨٨) ، برقم : (٥٤).
(٢) كذا في جميع النّسخ والبحار. وهو غلط لأنّ رواية ابن هاشم عن هشام بن سالم غير ممكن لاختلاف الطّبقة فبينهما سقط والسّاقط هنا إمّا ابن أبي عمير أو الحسن بن محبوب لكثرة روايته عنهما وكثرة روايتهما عن هشام بن سالم. والشّكّ يلحق المشكوك بالاعم الاغلب.
(٣) بحار الانوار (١٤ / ١٨١) ، برقم : (٢٢).
(٤) هو ثعلبة بن ميمون يروي عنه عبد الله بن محمّد الحجّال ، لا عليّ بن عبد الله بن محمّد الحجّال ، كما في أكثر نسخ القصص. فانّه غلط على ما هو الظّاهر على الممارس.
(٥) ما بين المعقوفتين من ق ٣ فقط.