السلام : من الّذي حضر سبحت اليهودي الفارسي ، وهو يكلّم رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فقال القوم : ما حضر (١) منا أحدٌ.
فقال علي عليه السلام : لكنّي كنت معه صلى الله عليه وآله وقد جاءه سبحت ، وكان رجلاً من ملوك فارس وكان ذرباً (٢) ، فقال : يا محمّد أين الله ؟ قال : هو في كلّ مكان ، وربّنا لا يوصف بمكان ولا يزول ، بل لم يزل بلا مكان ولا يزال ، قال : يا محمّد إنّك لتصف ربّاً عليماً عظيماً بلا كيف فكيف لي أن أعلم أنّه أرسلك ؟ فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر ولا مدر ولا جبل ولا شجر إلّا قال مكانه : أشهد أن لا إلهَ إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، وقلت له أيضاً : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسوله ، فقال : يا محمّد : من هذا ؟ قال : هو خير أهلي ، وأقرب الخلق منّي ، لحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وروحه من روحي ، وهو الوزير منّي في حياتي ، والخليفة بعد وفاتي ، كما كان هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، فاسمع له وأطع ، فانّه على الحقّ ، ثمّ سمّاه عبدالله (٣).
فصل ـ ٢ ـ
٣٤٩ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا ابومحمّد عبد الله بن حامد ، حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن يحيى أبوصالح ، حدّثنا اللّيث ، حدّثنا يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة أنّ جابر بن عبد الله قال : كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وآله بمرّ الظّهران يرعى الكباش (٤) وأنّ رسول الله قال : عليكم بالأسود منه فانّه أطيبه ، قالوا : نرعي الغنم ؟ قال : نعم ، وهل نبيّ إلّا رعاها (٥).
_________________________________
(١) في البحار : ما حضره.
(٢) في البحار : درباً.
(٣) بحار الانوار (٣٨ / ١٣٣) ، برقم : (٨٦) باختلاف مّا. أقول : هذا الخبر يغاير ما تقدمه سنداً ومتناً ـ وإن كان مشتملاً على زاوية من قصّة سَبُحتِ اليهودي ـ ومع ذلك فقد اتفق للعلّامة المجلسي اشتباه كبير هنا إذ ذكر هذا السّند عن القصص في الجزء (٣ / ٣٣٣) برقم : (٣٧) والجزء (١٧ / ٣٧٤) ، برقم : (٢٩) وحمله على المتن السّابق هنا برقم (٣٤٧).
(٤) في البحار : الغنم.
(٥) بحار الانوار (١٦ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤) ، برقم : (٢٤).