٣٦١ ـ وقال سعد بن عبد الله : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن أحمد بن عبد الله القزويني ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري ، عن أمّ المقدام الثّقفيّة قالت : قال لي جويريّة بن مسهر : قطعنا مع أمير المؤمنين عليه السلام جسر الفرات في وقت العصر ، فقال : هذه أرض لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ نبيٍّ أن يصلّي فيها ، فمن أرادَ منكم أن يصلّي فليصلّ ، فتقرّق النّاس يُمنةً ويسرةً يصلّون ، وقلت : أنا لا اُصلّي حتّى اُصلّي معه ، فسرنا وجعلت الشّمس تسفل ، وجعل يدخلني من ذلك أمرٌ عظيم حتّى وجبت الشمس وقطعنا الأرض ، فقال : يا جويريّة أذّن ، فقلت : يقول : أذّن وقد غابت الشّمس ، قال : أذّن فأذّنت ، ثمّ قال لي : أقم فأقمت ، فلمّا قلت : قد قامت الصّلاة ، رأيت شفتيه يتحركان وسمعت كلاماً كأنّه كلام العبرانيّة ، فارتفعت الشّمس حتّى صارت في مثل وقتها في العصر فصلّى ، فلمّا انصرفنا هوت إلى مكانها ، قلت : أشهد أنّك وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله (١).
٣٦٢ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أحمد بن علي بن موسى
الدّقاق ، حدّثنا أحمد بن جعفر ابن نصر الجمّال ، حدّثنا عمر بن خلّاد ، عن الحسين بن علي ، عن أبي قتادة (٢) الحرّاني ، حدّثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن زاذان ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لمّا فتح رسول الله صلّى الله عليه وآله مكة رفع الهجرة وقال : لا هجرة بعد
الفتح ، وقال لعليّ عليه السلام : إذا كان غداً فكلّم الشّمس في مطلعها حتى تعرف كرامتك
على الله تعالى ، فلمّا أصبحنا قمنا فجاءَ عليٌّ إلى الشّمس حين طلعت ، فقال : السّلام
عليك أيّها العبد المطيع لربّه ، قالت الشمس : وعليك السّلام يا أخا رسول الله وصيّه إبشر
فانّ ربّ العزّة يقرؤك السّلام ويقول : إبشر فانّ لك ولمحبّيك وشيعتك ما لا عين رأت ولا
اُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فخرّ عليّ عليه السلام ساجداً لله ، فقال رسول الله صلّى
الله عليه
_________________________________
(١) بحار الانوار (٤١ / ١٦٧ ـ ١٦٨) ، برقم : (٣) عن علل الشّرايع مع زيادة ، ورواه بأسانيد أُخر عن جويرية (٤١ / ١٧٤ و ١٧٨).
(٢) كذا في النسخ ، وسقط قبله قوله « عن الحسين بن علي » في البحار. وأبو قتادة الحرّاني هو عبد الله بن واقد كما عن التّهذيب والتّقريب لابن حجر قائلاً : مات (٢١٠). وجعفر بن برقان هو الكلابي ابوعبد الله الرّقي كما عن التّقريب ، وفي البحار وفقاً لبعض النّسخ : نوقان يأتي برقم : (٣٦٥) كما أنّه يأتي فيه : والحسن بن علي.