فأخذ عليٌّ بخطام النّاقة ، ثمَّ مسح يده على نحرها ، ثمّ رفع طرفه إلى السماء وقال اللهمَّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وأهل بيت محمّد ، وبأسمائك الحسنى ، وبكلماتك التّامات لمّا أنطقت هذه النّاقة حتّى تخبرنا بما في بطنها ، فاذا النّاقة قد التفت إلى عليّ عليه السلام وهي تقول : يا أمير المؤمنين انّه ركبني يوماً وهو يريد زيارة ابن عم له ، وواقعني فانا حامل منه ، فقال الاعرابي : ويحكم النّبيّ هذا أم هذا ؟ فقيل : هذا النبيّ وهذا أخوه وابن عمّه فقال الاعرابي : أشهد أن لا إلهَ إلّا الله وأنّك رسول الله وسأل النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يسأل الله عزّ وجلّ أن يكفيه ما في بطن ناقته فكفاه ، وحسن إسلامه.
وقال : وليس (١) في العادة أن تحمل النّاقة من الانسان ، ولكن الله جلّ ثناؤه قلب العادة في ذلك دلالةً لنبيّه صلّى الله عليه وآله على أنّه يجوز أن يكون نطفة الرّجل على هيئتها في بطن النّاقة حينئذٍ ولم تصر علقة بعدُ ، وانّما أنطقها الله تعالى ليعلم به صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله (٢).
فصل ـ ١٠ ـ
٣٦٩ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا أبومحمد عبد الله بن حامد ، حدثنا ابونصر محمّد بن حمدوية المطرعي ، حدثنا محمد بن عبد الكريم ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي الحسين ، عن شهر بن حوشب قال : لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وآله المدينة أتاه رهط من اليهود ، فقالوا : إنّا سائلوك عن أربع خصال ، فان أخبرتنا عنها صدقناك وآمنّا بك ، فقال : عليكم بذلك عهد الله وميثاقه ؟ قالوا : نعم ، قال : سلوا عمّا بدا لكم.
قالوا : عن الشّبه كيف يكون من المرأة وانّما النّطفة للرّجل ؟ فقال : أنشدكم بالله أتعلمون أنّ نطفة الرّجل بيضاء غليظة ، وأنّ نطفة المرأة حمراء رقيقة ؟ فأيّتهما غلبت صاحبتها كانت لها الشّبه قالوا : اللّهمّ نعم.
_________________________________
(١) في البحار (٤١) : وقال الرّاوندي : وليس ... ومثله إثبات الهداة.
(٢) بحار الانوار (٤١ / ٢٣٠ ـ ٢٣١) ، برقم : (١). وإلى قوله : وأنّك رسول الله ، في (٩٤ / ٥) ، برقم : (٥) وإثبات الهداة (٢ / ٤٦٤ ـ ٤٦٥) ، برقم : (٢١٦). وفيه : صدقُ رسول الله صلّى الله عليه وآله.