فصل ـ ١٩ ـ
٣٨٧ ـ وعن ابن حامد ، حدّثنا ابوالحسن أحمد بن حمدان الشّجري ، حدّثنا عمرو بن محمّد ، حدّثنا ابوجعفر محمّد بن مؤيّد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عقبة بن أبي الصّهباء ، حدّثنا ابوحذيفة ، عن عبد الله بن حبيب الهذلي ، عن أبي عبد الرّحمن السّلمي ، عن أبي منصور ، قال : لمّا فتح الله على نبيّه خيبر أصابه حمار أسود ، فكلّم النبيّ الحمار فكلّمه.
وقال : أخرج الله من نسل جدّي ستّين حماراً لم يركبها إلّا نبيّ ، ولم يبق من نسل جدّي غيري ولا من الأنبياء غيرك وقد كنت أتوقّعك ، كنت قبلك ليهوديّ أعثر به عمداً ، فكان يضرب بطني ويضرب ظهري.
فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : سمّيتك يعفوراً ، ثمّ قال : تشتهي الاناث يا يعفور ؟ قال : لا وكلّما قيل أجب رسول الله خرج إليه ، فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله جاء إلى بئر فتردّى فيها ، فصارت قبره جزعاً (١).
٣٨٨ ـ وعن ابن حامد ، حدّثنا ابوبكر محمّد بن الحسين ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا عمرو بن يونس بن القاسم اليماني ، عن عكرمة بن عمّار ، حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدّثنا أنس ، قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يقوم فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يوم الجمعة فيخطب بالنّاس ، فجاءه رومي فقال : يا رسول الله أصنع لك شيئاً تقعد عليه ، فصنع له منبراً له درجتان ويقعد على الثّالثة ، فلمّا صعد رسول الله صلّى الله عليه وآله خار الجذع كخور الثّور ، فنزل إليه رسول الله صلّى الله عليه وآله فسكت ، فقال : والّذي نفسي بيده لو لم التزمه لما زال كذا إلى يوم القيامة ، ثمّ أمر بها فاقتلعت ، فدفنت تحت منبره (٢).
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٦ / ١٠٠ ـ ١٠١) ، برقم : (٣٨) و (١٧ / ٤٠٤) ، برقم : (٢١). قوله : « فتردى » أشرب فيه معنى أردى : أي جاء إلى البئر فأسقط نفسه فيها جزعاً حزناً على النّبي ووفاته صلّى الله عليه وآله.
(٢) بحار الانوار (١٧ / ٣٧٠) ، برقم : (١٩).