الشّاة فألقوه على رسول الله صلّى الله عليه وآله فاغتم من ذلك ، فجاءَ إلى أبي طالب ، فقال : يا عمّ كيف حسبي فيكم ؟ قال : وما ذاك يا ابن أخ ؟ قال : إنّ قريشاً ألقوا عليَّ السّلى ، فقال لحمزة : خذ السّيف ، وكانت قريش جالسة في المسجد ، فجاء ابوطالب ومعه السّيف وحمزة ومعه السّيف ، فقال : أمِرّ السّلي على سبالهم ، ثمّ التفت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وقال : يا ابن أخ هذا حسبك منّا وفينا (١).
٤٠٠ ـ وفي صحيح البخاري ، عن عبد الله قال : بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله ساجدٌ وحوله النّاس (٢) من قريش ومعهم سلى بعيرٍ ، فقالوا : من يأخذ هذا فيقذفه (٣) على ظهره ، فجاء عقبة بن أبي معيط ، فقذفه على ظهر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وجاءت فاطمة عليها السلام ، فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ذلك ، قال عبد الله : فما رأيت رسول الله دعا عليهم إلّا يومئذٍ ، قال : اللّهمّ عليك الملأ من قريش ، قال عبد الله : ولقد رأيتهم قُتلوا يوم بدر واُلقوا في القليب (٤).
٤٠١ ـ وكان ابوجهل تعرّض لرسول الله صلّى الله عليه وآله وأذّاه بالكلام ، فقالت امرأة من بعض السّطوح لحمزة : يا أبا يعلى إنّ عمرو بن هشام تعرّض لمحمّد وأذّاه ، فغضب حمزة ومرّ نحو أبي جهل ، وأخذ قوسه فضرب بها رأسه ، ثمّ احتمله فجلد به الأرض ، واجتمع النّاس وكاد يقع فيهم شرّ ، فقالوا : يا أبا يعلى صبوت إلى دين محمّد ؟ قال : نعم أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله. ثمّ غدا إلى رسول الله فقال : يا ابن أخ أحق (٥) ما تقول ؟ فقرأ عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله من القرآن ، فاستبصر حمزة فثبت على دين الإِسلام ، وفرح رسول الله ، وسُرّ ابوطالب بإسلامه وقال :
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد |
|
وكن مظهراً للدّين وفّقت صابراً |
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٨ / ١٨٧) ، برقم : (٧) وص (٢٠٩) ، برقم : (٣٨).
(٢) في البحار : ناس.
(٣) كذا في إعلام الورى ، وفي البحار : فيفرقه.
(٤) صحيح البخاري (٥ / ١٢٢) ، برقم : (١٩٣) ، والبحار (١٨ / ٢٠٩ ـ ٢١٠) ، برقم : (٣٨) عن إعلام الورى ص (٤٧).
(٥) في ق ٣ والبحار : أحقّاً.