ألقى عليه النّعاس وأراه ذلك في منامه ، وهي أوّل رؤيا كانت في الارض ، فانتبه وهي جالسة عند رأسه ، فقال عزّ وجلّ : يا آدم ما هذه الجالسة ؟ قال : الرّؤيا التي أريتني في منامي فأنس وحمد الله تعالى ، فأوحى الله تعالى إلى آدم : إنّي (١) أجمع لك العلم كلّه في أربع (٢) كلمات : واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين النّاس.
فأمّا الّتي لي فتعبدني ولا تشرك بي شيئاً ، وأمّا الّتي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه ، وأمّا الّتي فيما بيني وبينك ، فعليك الدّعاء وعليّ الاجابة ، وأمّا الّتي فيما بينك وبين النّاس ، فترضى للنّاس ما ترضى لنفسك.
وكان مهبط آدم صلوات الله عليه على جبل في مشرق أرض الهند (٣) يقال له : باسم ثم أمره أن يسير إلى مكة ، فطوى له الأرض ، فصار على كلّ مفازة يمرّ به خطوة ، ولم يقع قدمه في شيء من الأرض إلّا صار عمراناً ، وبكى على الجنّة مائتي سنة ، فعزّاه الله (٤) بخيمة من خيام الجنة ، فوضعها له بمكة في موضع الكعبة ، وتلك الخيمة من ياقوتة حمراء لها بابان شرقيّ وغربيّ من ذهب منظومان معلّق فيها ثلاث قناديل من تبر الجنّة تلتهب نوراً ، ونزل الرّكن وهو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنّة ، وكان كرسيّاً لآدم يجلس عليه.
وانّ خيمة آدم لم تزل في مكانها حتّى قبضه الله تعالى ، ثم ّ رفعها الله إليه ، وبنى بنو آدم في موضعها بيتاً من الطّين والحجارة ، ولم يزل معموراً ، وأُعتق من الغرق ، ولم يخرّ به الماء حتى بعث (٥) الله تعالى إبراهيم صلوات الله عليه (٦).
_________________________________
(١) في ق ٣ : اليه اني.
(٢) في ق ٣ : أجمع لك كلمة في أربع.
(٣) في ق ٣ : على جبل شرقي الهند ، وفي ق ٤ والبحار : على جبل في شرقي أرض الهند ، وفي ق ٢ : وكان هبط آدم في مشرق أرض الهند ، وفي ق ١ : وكان مهبط آدم على جبل في شرقي أهل الهند.
(٤) في ق ١ وق ٣ : فعزه الله.
(٥) في ق ١ والبحار : (١١ / ٢١١) إبتعث الله.
(٦) بحار الانوار (١١ / ١١٥) ، برقم : (٤٢) الى قوله : لنفسك. وما بعده إلى آخره في المصدر نفسه ص (٢١١) ، برقم : (١٧) وفي الجزء (٩٩ / ٦١) ، برقم : (٣١) وفيه : إنبعث الله وراجع (٧٥ / ٢٦) ، برقم : (٨) فيه مقدار من وسط الخبر.