(يحوي النكت) جمع نكتة ، وهي الأثر في الشيء يتميّز به بعض أجزائه عن بعض ، ويوجب له التفات الذهن إليه ، كالنقطة في الجسم والأثر فيه الموجب للاختصاص بالنظر ، ومنه رُطَبَة مُنكِتة : إذا بدا إرطابها ، ثمّ عُدّي إلى الكلام والأُمور المعقولة التي يختصّ بعضها بالدقّة الموجبة لمزيد العناية والفكر فيها ، فيسمّى ذلك البعض نكتة.
(البديعة) وهي فعيلة بمعنى مفعولة ، وهي : الفعل على غير مثالٍ ، ثمّ صار يستعمل في الفعل الحسن وإن سُبق إليه مبالغةً في حسنه ، فكأنّه لكمال حسنه لم يسبق إليه.
(في مسائل) جمع مسألة ، وهي القول من حيث إنّه يُسأل عنه ، ويسمّى ذلك القول أيضاً مبحثاً من حيث إنّه يقع فيه البحث ، ومطلوباً من حيث يطلب بالدليل ، ونتيجةً من حيث يستخرج بالحجّة ، ومدّعىً من حيث إنّه يدّعى ، فالمسمّى واحد وإن اختلفت العبارات باختلاف الاعتبارات.
(أحكام) واحدها : حكم ، وهو بإضافته إلى (الشريعة) خطاب الله المتعلّق بأفعال المكلّفين بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع.
ويدخل في الاقتضاء ما عدا المباح من الأحكام الخمسة ، ويدخل هو في التخيير ، وفي الوضع : السبب والشرط والعلّة والمانع وغيرها من الأحكام الوضعيّة ، وبسطه في محلّه.
و «الشريعة» فعيلة بمعنى مفعولة : ما شرعه الله لعباده من الدين.
وفي بعض النسخ : «في مسائل الشريعة» بغير توسّط الأحكام.
(على وجه الإيجاز والاختصار) والمعنى واحد ، وهو : أداء المقصود بأقلّ من العبارة المتعارفة بين الأوساط الذين ليسوا في مرتبة البلاغة ولا في غاية الفهاهة. (١).
(خالٍ عن التطويل والإكثار) وهُما أيضاً بمعنى ، وهو : أداء المعنى المقصود بلفظ أزيد من المتعارف بين مَنْ ذُكر ، وليس مطلق التطويل والإطناب واقعاً على وجه ينبغي العدول عنه ، بل مع خلوّه من النكتة والفائدة الموجبة له حسب مقتضى الحال ، وإلا فقد يكون مقتضى البلاغة استعماله ، كما قرّر في محلّه.
ولمّا كان الغرض من التصنيف إيصال المعنى إلى فهم المكلّف كان التطويل زيادةً على ما تحصل به التأدية خالياً عن البلاغة ، فلا جرم حسُن خُلوّ الكتاب من الإطناب.
__________________
(١) الفهّة والفهاهة : العيّ. الصحاح ٦ : ٢٢٤٥ ، «ف ه ه».