(الموسوم) أي المسمّى ، يقال : وسمت الشيء وَسماً وسِمَةً ، إذا أثّرت فيه أثراً. والهاء عوض من الواو ، ولمّا كانت السمة علامةً والاسم علامةً على مسمّاه اشتقّ له منه لفظ ، وهو أحد القولين في الاسم (بإرشاد الأذهان) جمع ذهن ، وهو قوّة للنفس مُعدّة لاكتساب الآراء (إلى أحكام الإيمان) المراد به هنا مذهب الإماميّة دامت بركاتهم (مستمدّاً) حال من الضمير في «صنّفت» أي : صنّفت هذا الكتاب في حال (١) كوني مستمدّاً (من الله حسن التوفيق) وقد تقدّم تعريفه (وهداية الطريق) إليه سبحانه.
والمراد بها الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب.
وقيل : الدلالة الموصلة إلى المطلوب (٢).
ويؤيّد الأوّل (إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣).
ويرد عليه (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) (٤) وعلى الثاني (وَأَمّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ) (٥).
وأُجيب عن الإيراد الأوّل بأنّ الهداية المنفيّة في الآية محمولة على الفرد الكامل ، وهو ما يكون موصلاً بالفعل لمن له الهداية ، أو يقال : الآية من قبيل (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (٦) في تنزيل وجود الشيء منزلة عدمه ؛ فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا لم يكن مستقِلا بالهداية والدلالة ، بل دلالته بإقدار الله تعالى وتمكينه وتوفيقه فكأنّه ليس بهادٍ ، بل الهادي هو الله تعالى ، والحاصل يرجع إلى نفي الاستقلال في الهداية.
وأُورد عليه : بأنّه يلزم أنّ مَنْ يكون عارفاً بالشريعة ، متقاعداً عن العمل بمقتضاها مُهتدٍ ، وليس كذلك.
وأُجيب : بالتزام أنّه مُهتدٍ بالمعنى اللغوي ، أو مُهتدٍ بالنسبة إلى العلم وضالّ بالنسبة إلى مطلوبٍ آخر ، وهو نيل الثواب والفوز بالسعادة الأُخرويّة حيث لم يعمل بمقتضى علمه ، فيصدق الاسمان بالحيثيّتين.
وقد اتّسع مسلك الكلام بين العلماء الأعلام من الجانبين ، ولا يبعد القول بالاشتراك ،
__________________
(١) في الطبعة الحجريّة : «حالة».
(٢) الكشّاف ١ : ٣٥.
(٣) الشورى (٤٢) : ٥٢.
(٤) القصص (٢٨) : ٥٦.
(٥) فصّلت (٤١) : ١٧.
(٦) الأنفال (٨) : ١٧.