بالذين أنعمت عليهم ، ومعرفة المعاد وإليه الإشارة بمالك يوم الدين ، وعلم العبادات وإليه الإشارة بإيّاك نعبد ، وعلم السلوك وهو حمل النفس على الآداب الشرعية والانقياد لربّ البرية وإليه الإشارة بإيّاك نستعين اهدنا الصراط المستقيم ، وعلم القصص وهو الاطلاع على أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية ليعلم المطلع على ذلك سعادة من أطاع الله وشقاوة من عصاه ، وإليه الإشارة بقوله (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ، فنبّه في الفاتحة على جميع مقاصد القرآن. وهذا هو الغاية في براعة الاستهلال مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة والمقاطع المستحسنة وأنواع البلاغة. وكذلك أول سورة اقرأ فإنها مشتملة على نظير ما اشتملت عليه الفاتحة من براعة الاستهلال لكونها أول ما نزل من القرآن ، فإنّها فيها الأمر بالقراءة والبداءة باسم الله ، وفيه الإشارة إلى علم الأحكام وفيها ما يتعلق بتوحيد الربّ وإثبات ذاته وصفاته من صفة ذات وصفة فعل. وفي هذا الإشارة إلى أصول ؛ وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) (١).
البراهمة : [في الانكليزية] Brahman ، Brahmin ـ [في الفرنسية] Les brahmanes
هم قوم من منكري الرسالة على ما في بعض شروح الحسامي. قال صاحب الإنسان الكامل : هم قوم يعبدون مطلقا لا من حيث نبي ورسول ، بل يقولون إنه ما في الوجود شيء إلاّ وهو مخلوق لله تعالى فهم معترفون بالوحدانية ، لكنهم ينكرون الأنبياء والرسل مطلقا. فعبادتهم للحقّ نوع من عبادة الرسل قبل الإرسال ، وهم يزعمون أنهم أولاد إبراهيم عليهالسلام ، ويقولون إنّ لنا كتابا كتبه إبراهيم عليهالسلام من نفسه من غير أن يقول إنه من عند ربه ، فيه ذكر الحقائق وهو خمسة أجزاء. فأما أربعة أجزاء فإنهم يبيحون قراءتها لكل أحد. وأما الجزء الخامس فإنهم لا يبيحونه إلاّ للآحاد منهم لبعد غوره. وقد اشتهر بينهم أنّ من قرأ الجزء الخامس لا بدّ أن يئول ويرجع أمره إلى الإسلام ، فيدخل في دين محمد. وهذه الطائفة أكثر ما يوجد في بلاد الهند. ثم ناس منهم يتزيّئون بزيّهم ويدّعون أنهم براهمة وليسوا منهم ، وهم معروفون بينهم بعبادة الوثن ، فمن عبد منهم الوثن فلا يعدّ من هذه الطائفة (٢).
البرج : [في الانكليزية] Tower ، constallation ، zodiac ـ [في الفرنسية] Tour ، constallation ، signes du zodiaque
بالضم وسكون الراء المهملة في اللغة القصر والحصن. وعند أهل الجفر اسم لسطر التكسير ، ويسمّى أيضا بالزمام والاسم والحصة. وعند أهل الهيئة قسم من فلك البروج محصور بين نصفي دائرتين من الدوائر السّتّ العظام المتوهّمة على فلك البروج المتقاطعة على قطبيه على ما يجيء في بيان دائرة البروج. وجميع البروج اثنا عشر ، فالبرج نصف سدس فلك البروج. وأسماؤها هذه الحمل والثور والجوزاء ، وتسمّى هذه بروجا ربيعية. والسرطان والأسد والسنبلة ، وتسمّى هذه بروجا صيفية ، وهذه الستة تسمّى بروجا شمالية وعالية. والميزان والعقرب والقوس ، وتسمّى هذه بروجا خريفية. والجدي والدلو والحوت وتسمّى هذه
__________________
(١) العلق / ٥.
(٢) البراهمة : هم فئات من الهنود ينكرون النبوات أصلا ورأسا ، ينسبون إلى براهم وليس إلى النبي ابراهيم عليهالسلام كما يزعم البعض خطأ. لكن البراهمة يقولون. بحدوث العالم وتوحيد الصانع ، وجعلوا للعقل المكان الأول الذي من خلاله يعرف الله ويعبد ، لا عن طريق رسول وقد افترقوا أصنافا شتى ، منهم أصحاب البدوة ، وأصحاب الفكرة وأصحاب التناسخ. الملل والنحل ٥٠٦ ، التبصير ١٤٩.