الضروري هو الذي لا يكون تحصيله مقدورا لنا بأن لا يكون له سبب مقدور لنا يدور معه وجوده وعدمه ، وذلك إمّا بأن لا يكون له سبب يدور معه وهو البديهي ، أو يكون له سبب يدور معه لكن لا يكون مقدورا كالحسيّات والتجربيات والعاديات وغير ذلك فاستقمه ، فإنه قد زلّت فيه أقدام ، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في تقسيم العلم الحادث إلى الضروري والنظري في الموقف الأول.
البراز : [في الانكليزية] Excrement ، stools ـ [في الفرنسية] Excrement ، selles
بالراء المهملة ، قال المسيحي (١) هو مشتق مما يبرز من الفضلات ، ثم خصّ في عرف الطب بما يبرز من طرف المعاء المستقيم المعروف بالمخرج. وصاحب الخلاص (٢) أورده في الباء المكسورة ، والمحمود الشيباني (٣) في المفتوحة كذا في بحر الجواهر.
البراعة : [في الانكليزية] Excellence ، eloquence ـ [في الفرنسية] Excellence ، eloquence
في اللغة التفوّق. يقال برع الرجل إذا فاق على أقرانه في العلم ونحو ذلك. وعند البلغاء هي الفصاحة. وبراعة الاستهلال عندهم هو أن يشتمل أول الكلام على ما تناسب حال المتكلّم فيه ويشير إلى ما سيق الكلام لأجله. إنما سمّي به لأنّ الكلام الذي فيه هذه الصناعة له تفوّق على غيره. والاستهلال في اللغة أول صوت المولود حين الولادة ، وبذلك يستدل على حياته ، فسمّي به الكلام الذي يدلّ أوله على المقصود كخطبة المطول وخطبة ضابطة قواعد الحساب ونحو ذلك ؛ وبذلك يحسن الابتداء في الإتقان ، من ذلك سورة الفاتحة التي هي مطلع القرآن فإنها مشتملة على جميع مقاصده كما أخرج البيهقي (٤) في شعب الإيمان (٥) حديثا «أنزل الله تعالى مائة وأربعين كتابا أودع علومها أربعة منها التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصّل ، ثم أودع علوم المفصّل فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة» (٦). وقد وجه ذلك بأنّ العلوم التي احتوى عليه القرآن وقامت به الأديان علم الأصول ومداره على معرفة الله وصفاته ، وإليه الإشارة بربّ العالمين الرحمن الرحيم ، ومعرفة النبوات وإليه الإشارة
__________________
(١) المسيحي : هو عيسى بن يحي المسيحي الجرجاني ، أبو سهل. توفي بخراسان عام ٤٠١ هـ / ١٠١٠ م. حكيم ، غلب عليه الطب علما وعملا. وضع مجموعة من المؤلفات الطبية الهامة. الأعلام ٥ / ١١٠ ، تاريخ حكماء الإسلام ٩٥ ، طبقات الأطباء ١ / ٣٢٧ ، هدية العارفين ١ / ٧٠٦.
(٢) خلاص المفتى في الفروع لأبي القاسم بن يوسف السمرقندي ، كان حيا سنة ٥٤٩ ه. كشف الظنون ، ٧١٧ ، معجم المؤلفين ، ٨ ، ١٢٦.
(٣) هو محمد بن الحسن الشيباني ، ابو عبد الله ، تلميذ أبي حنيفة. وقد سبقت ترجمته.
(٤) البيهقي : هو أحمد بن الحسين بن علي ، أبو بكر البيهقي. ولد بنيسابور عام ٣٨٤ هـ / ٩٩٤ م وتوفي فيها عام ٤٥٨ هـ / ١٠٦٦ م. من أئمة الحديث ، فقيه شافعي ، مؤرخ ، واسع المعرفة. له الكثير من المصنفات الهامة. الاعلام ١ / ١١٦ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٠٤ ، طبقات الشافعية ٣ / ٣ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٠ ، اللباب ١ / ١٦٥.
(٥) شعب الإيمان لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ـ ٤٥٨ هـ) ، حيدرآباد ، المطبعة العزيزية ، د. ت. وقد نشر حديثا بتحقيق محمد زغلول ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، ١٩٩٠ ، [١ ـ ٩].
(٦) رواه ، البيهقي في شعب الإيمان : ٢٩ شعب الإيمان وهو باب في تعظيم القرآن ، ج ١ / ٢٣٧ ، ٢ / ٤٥٠ ـ ٤٥١ ، ولفظه أنزل الله عزوجل مائة وأربعة كتب من السماء أودع علومها أربعة. منها التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور الفرقان. ثم اودع علوم القرآن المفصّل ثم أودع علوم المفصّل فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة.