أنّ أقسام السّبب أربعة : سبب محض كدلالة السارق ، وسبب في معنى العلة كسرق الدابة لما يتلف بها ، وسبب مجازي كاليمين سبب لوجوب الكفارة ، وسبب له شبهة العليّة كتعليق الطلاق بالشرط. ولما رأى صاحب التوضيح أنّ الرابع هو بعينه السبب المجازي قسم السّبب إلى ثلاثة أقسام ولم يتعرّض للسبب الذي فيه شبهة العلل فقسمه إلى ما فيه معنى العلة وإلى ما ليس كذلك ، وسمّى الثاني سببا حقيقيا. ثم قال ومن السبب ما هو سبب مجازا أي مما يطلق عليه اسم السبب. فالسبب المحض الحقيقي ما يكون طريقا إلى الحكم من غير أن يضاف إليه وجوب الحكم ولا وجوده ولا تعقل فيه معاني العلل بوجه ما ، لكن تتخلّل بينه وبين الحكم علّة لا تضاف إلى السّبب كدلالته إنسانا ليسرق مال إنسان فإنّها سبب حقيقي للسرقة من غير أن يكون موجبا أو موجدا لها ، وقد تخلّلت بينها وبين السّرقة علّة هي فعل السارق المختار غير مضافة إلى الدلالة إذ لا يلزم من دلالته على السرقة أن يسرقه البتّة فإن سرق لا يضمن الدال شيئا لأنّه صاحب سبب. والسبب في معنى العلّة هو الذي أضيفت إليه العلّة المتخلّلة بينه وبين الحكم كسوق الدابة فإنّه سبب لما يتلف بها ، وعلّة التّلف فعل الدابة ، لكنه مضاف إلى السّوق لأنّ الدابة لا اختيار لها في فعلها ، ولذا يضمن سائقها ما أتلفته لأنّ السّبب حينئذ علّة العلّة. والسبب المجازي كاليمين بالله أو الطلاق والعتاق لوجوب الكفارة أو لوجود الجزاء ، فإنّ اليمين شرعت للبرّ ، والبرّ لا يكون طريقا إلى الكفارة أو الجزاء أبدا. ولكن لمّا كان يحتمل أن يفضي إلى الحكم عند زوال المانع سمّي سببا مجازا باعتبار ما يئول ، ولكن ليس هو بمجاز خالص بل مجاز يشبه الحقيقة هذا.
ثم اعلم أنّ ما يترتّب عليه الحكم إن كان شيئا لا يدرك العقل تأثيره ولا يكون بصنع المكلّف كالوقت للصلاة يخصّ باسم السّبب ، وإن كان بصنعه فإن كان الغرض من وضعه ذلك الحكم كالبيع للملك فهو علّة ويطلق عليه اسم السّبب مجازا. وإن لم يكن هو الغرض كالشراء لملك المتعة فإنّ العقل لا يدرك تأثير لفظ اشتريت في هذا الحكم وهو بصنع المكلّف ، وليس الغرض من الشراء ملك المتعة بل ملك الرّقبة ، فهو سبب ؛ وإن أدرك العقل تأثيره يخص باسم العلّة. فاحفظ هذه الاصطلاحات المختلفة حتى لا يقع لك خبط في عبارات القوم. هكذا يستفاد من نور الأنوار شرح المنار والتوضيح والتلويح.
السّبحة : [في الانكليزية] Dust ، matter ـ [في الفرنسية] Pouiere ، matiere
الهباء فإنّه ظلمة خلق الله فيها الخلق ثم رشّ عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأ ضلّ وغوى ، كذا في الجرجاني. وفي الاصطلاحات الصوفية هي الهباء المسمّاة بالهيولى لكونها غير واضحة ولا موجودة إلاّ بالصّور لا بنفسها.
السّبر : [في الانكليزية] Sounding ـ [في الفرنسية] Sondage
بالكسر وبالياء الموحدة وقيل بالفتح والياء المثناة كما يجيء بعد هذا ، ويقال له التقسيم ، هو حصر الأوصاف في الأصل وإلغاء بعض التيقّن الباقي للعلّة ، كما يقال علّة حرمة الخمر إمّا الإسكار أو كونه ماء العنب المجموع. وغير الماء وغير الإسكار لا يكون علة بالطّريق الذي يفيد إبطال علة الوصف ، فتيقّن الإسكار للعلة كذا في الجرجاني.
السّبع المثاني : [في الانكليزية] First chapter of the Koran ، the first seven chapters of the Koran ، the Koran ـ [في الفرنسية] Premier chapitre du Coran ، les sept Premiers chapitres du Coran ، le Coran
هي سورة الفاتحة وسيأتي وجه تسميتها