ديدمش خرّم وخندان قدحى باده بدست |
|
واندر آن آئينه صد گونه تماشا مى كرد |
گفت ان يار كزو گشت سردار بلند |
|
جرمش ان بود كه اسرار هويدا مى كرد |
قال الله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً).
أقول : لمّا أشار إلى درجات الأبرار ، ودركات الفجّار ، عقّبه بما كرّم به النبيّ صلّى الله عليه وآله وفضّله على غيره ممّا هو في عالم الإمكان ، وأدّبه بأحسن الآداب ، فأمره بما فيه صلاحه وسبب تعرّجه إلى المعارج الروحانيّة الّتي يليق بها هويّته ، وإمكان ذاتيّته في حدّ رتبة أنانيّته الشريفة ، ونهاه عمّا لا يليق بمقام ولايته في مقام التوحيد ، ومحلّ التجريد ، تنبيها على أمور حقّقت بها المناسبة بين تلك الآية ، وما سبقها من الآيات.
منها : إنّ الأبرار الكمّل الواقفين تحت مقام الولاية الخاصّة والرسالة ، وإن بلغوا في الطاعات والرياضات مبلغا كريما ، وسعوا في تصفية سواذج جواهر نفوسهم سعيا بليغا لا يمكن لهم إدراك مقام الولاية والرسالة بمعنى اللياقة لذلك المقام ، فإنّه فوق مقاماتهم الّتي قرّرت لهم بحسب استعداداتهم وإمكاناتهم الأزليّة ، فمن المحال أن يفوزوا به ، كيف وهو لا ينبغي إلّا لمن استعدّت ذاتيّته له أزلا ، وليس هذا إلّا الّذي اصطفاه الله فخلقه وليّا أو نبيّا ؛ كما قال : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ) ... إلى آخره.