وكلّما فيه من الأمر بالشّهادة ، نسخه قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) (١).
وكلّما فيه من التّشديد والتّهديد ، نسخه قوله : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ، وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (٢).
وثلاث وأربعون سورة لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ ، وأربعون سورة لم يدخلها ناسخ ، وستّ سور ليس فيها منسوخ ، وخمس وعشرون سورة فيها النّاسخ والمنسوخ. وسيجيء ذلك في مواضعه من التّفسير ـ إن شاء الله تعالى ـ.
والنّسخ في القرآن على ثلاثة أوجه :
منها ما يكون رفع الحكم ، مع بقاء التّلاوة ؛ مثل : قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ، ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ. فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا ، فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣).
والوجه الثّاني : رفع التّلاوة ؛ كما روي عن أبي موسى الأشعريّ أنّه قال : كنا نقرأ على عهد (٤) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ سورة (٥) فأنساها (٦) ، ما أحفظ منها ، إلّا آية واحدة ، قوله ـ تعالى ـ : «يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم ، فتسألون». وسورة أخرى
__________________
(١) البقرة (٢) / ٢٨٣.
(٢) البقرة (٢) / ١٨٥.
(٣) المجادلة (٥٨) / ١٢.
(٤) ليس في ج.
(٥) ليس في د.
(٦) ج ، د : فأنسيتها.