قال بعض علماء التّفسير : يريد ـ سبحانه ـ : ما نفدت معاني كلماته ـ تعالى ـ وحكمها وفوائدها.
[وكنت] (١) إذ ذاك قد وقفت على كثير من أقوال المفسّرين ، من السّلف الصّالح والأنموذج الرّاجح ، فرأيتها مختلفة غير متّفقة ، ومتباينة غير مؤتلفة ، يتحيّر الواقف عليها والمتصفّح لها ؛ لكون كلّ منهم قد فسر على رأيه ومذهبه ، ثمّ رفعه إلى صحابيّ أو تابعيّ.
فألغيت ذلك وحكيت من أقوالهم وتفاسيرهم ما يقلّ الخلاف فيه ، وتحصل (٢) الفائدة به للعالم الفقيه والقارئ النبيه ، وذكرت في ضمن ذلك بعض ما ورد عن أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ من الوفاق لهم ، وأومأت إلى وجه الدّليل في بعض ما اختصّوا به وخولفوا عليه.
فذكرت جملة من النّاسخ والمنسوخ ، وجملة من العبادات الشّرعيّة والأحكام النّبويّة المذكورة في القرآن المجيد (٣) على مذهبهم ـ عليهم السّلام ـ وذكرت جملة من أسباب النّزول وكلام أئمّة اللّغة المنقول ، ممّا لا يستغني العالم عنه ، ولا بدّ للفقيه والقارئ منه.
وأعرضت عن كثير ممّا يعلم معناه (٤) من ظاهره ، ولم أتعرّض للنّحو والإعراب والتّصريف والاشتقاق والقراءات (٥) ، إلّا اليسير ممّا استحسنته واخترته ؛ لأنّي رأيت الشّروع في ذلك يؤدّي إلى الإسهاب (٦) والإضجار ، وكان غرضي في هذا المختصر
__________________
(١) ليس في ج.
(٢) ج : لتحصل بدل وتحصل.
(٣) ليس في ج.
(٤) ليس في أ.
(٥) د : القراءة.
(٦) أسهب : أكثر من الكلام وأطال ويقال : أسهب كلامه وفيه ، وفي كلامه إسهاب. المعجم الوسيط ١ / ٤٥٧ ، مادّة «سهب».