وقيل : معنى «اهدنا» : ألهمنا (١) وأرشدنا (٢) وسدّدنا ووفّقنا (٣).
والصّراط والمنهج والرّصد والمرصاد والسّبيل واللّقم واللّاحب ، كلّه بمعنى واحد.
وأصل «الصّراط» : السّين. مأخوذ من سرط الطّعام ، يسرطه ، سرطا : إذا ابتلعه.
والقائم والقيّم والمستقيم ، واحد.
وقوله ـ تعالى ـ : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) :
«صراط» ، بدل من «الصّراط» الأوّل.
قال ابن عبّاس والكلبيّ : اهدنا طريق الّذين مننت عليهم ، وهم الأنبياء والأئمة والملائكة والصّديقون والشّهداء والصّالحون (٤).
وقوله ـ تعالى ـ : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) : اليهود ، بإجماع المفسّرين.
(و «غير» ، مجرور ، لأنّه نعت «الّذين» بإجماع النّحاة والمفسّرين) (٥).
__________________
(١) روى الطبري عن أبي كريب ، عن عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمار ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : قال جبرئيل لمحمد قل يا محمد اهدنا الصراط المستقيم يقول : ألهمنا الطريق الهادي وهو دين الله الّذي لا عوج له. تفسير الطبري ١ / ٥٧.
(٢) روى الصدوق عن محمد بن القاسم الأسترآباديّ المفسّر عن يوسف بن محمد بن زياد ، وعلي ابن محمد بن يسار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن عليّ العسكري ـ عليهما السّلام ـ قال : وقال جعفر بن محمد الصادق ـ عليهما السّلام ـ ، في قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال : يقول : أرشدنا إلى الصراط المستقيم. معاني الأخبار / ٣٣ ح ٤ وعنه نور الثقلين ١ / ٢٢ ، ح ٩٦ والبرهان ١ / ٥١ ، ح ٢٤.
(٣) تفسير الطبري ١ / ٥٥ نقلا عن ابن عبّاس.
(٤) تفسير الطبري ١ / ٥٨ نقلا عن ابن عبّاس فقط.
(٥) ليس في م.