وقال بعضهم : الأصر : الثقل ، أي لا تشقق علينا ولا تشدد ولا تغلظ الأصر علينا كما شددت على من كان قبلنا من اليهود ، وذلك أن الله تعالى فرض عليهم خمسين صلاة ، وأمرهم بأداء ربح أموالهم في الزكاة ، ومن أصاب ثوبه نجاسة قطعها ، ومن أصاب منهم ذنبا أصبح وذنبه مكتوب على بابه ، ونحوها من الأثقال [والأغلال] التي كانت عليهم. وهذا معنى قول عثمان بن عطاء ومالك بن أنس وأبي عبيدة والمؤرخ والقتيبي وابن الأنباري يدلّ عليه قوله : ويضع عنهم إصرهم والأثقال التي كانت عليهم (١).
وقال ابن زيد : معناه : لا تحمل علينا ذنبا ليس فيه توبة ولا كفّارة وإلّا يفعل في هذه كلّها العقد والأحكام ، ويقال للشيء الذي تعقد به الأشياء : الأصر ، ويقال : بينه وبين فلان أصرة رحم ، وما تأصرني ، أي ما [يعطفني عليه عهد ولا قرابة] (٢).
وقال : أنشدني أبو القاسم السدوسي ، قال : أنشدني السميع بن محمد الهاشمي ، قال : أنشدنا أبو الحسن العبسي ، قال : أنشدنا العباس بن محمد الدوري الشافعي :
إذا لم تكن لامرئ نعمة |
|
لدي ولا بيننا آصره |
[ولا لي] في ودّه حاصل |
|
ولا نفع في الدنيا ولا الآخرة |
وأفنيت عمري على بابه |
|
فتلك إذا صفقة خاسرة (٣) |
(رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ). أي لا تكلّفنا من الأعمال مالا نطيق ، هذا قول قتادة والضحاك والسدي وابن زيد. وقال بعضهم : هو حديث النفس والوسوسة. وعن أبي ثوبان عن أبيه عن مكحول في قوله تعالى : (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ). قال [...] (٤) وعن أبي القاسم عن مالك الشامي أن أبا إدريس الحولاني كان يأتي أصحابه ويقول : اللهمّ أعذني و [...] (٥) جرف إلى جهنم.
سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم في قوله تعالى (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ). قال : المشقة.
وعن أبي القاسم عبد الله بن يحيى بن عبيد قال : سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد قال : سمعت محمد بن عبد الوهاب (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ). قال : يعني العشق. قال
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٥٧.
(٢) راجع معاني القرآن للنحاس : ١ / ٣٣٥ ، ولسان العرب : ٤ / ٢٢.
(٣) تاج العروس : ٣ / ١٧٦.
(٤) بياض في المخطوط.
(٥) بياض في المخطوط.