ويدلّ عليه أيضا موثّقة عمّار ، ورواية إسحاق بن عمّار ـ وقد مرّتا في بحث اشتراط قصد المسافة (١) ـ ورواية السياري ، عن بعض أهل العسكر ، عن أبي الحسن عليهالسلام : «أنّ صاحب الصيد يقصّر ما دام على الجادّة فإذا عدل عن الجادّة أتمّ فإذا رجع إليها قصّر» (٢) وبمضمونها أفتى الصدوق ، كما مرّ (٣).
وأمّا ناوي الإقامة عشرا والمتردّد ثلاثين يوما ، يمكن أن يكون حكمها حكم المتوطّن ، لعموم المنزلة ، كما عرفت ، وسيجيء تمام التحقيق.
قوله : (لا يجوز الإتمام ولا يجزي). إلى آخره.
اتّفق فقهاء الشيعة على أنّ القصر عند تحقّق شرائطه واجب وفريضة ، لا أنّه رخصة ، كما هو المعروف من العامّة.
والدليل على ذلك بعد الإجماع الآية الشريفة (٤) بعد تفسيرها من أهل البيت عليهمالسلام الذين هم أدرى بما في البيت ، وحجج الله تعالى بعد الرسول ـ صلوات الله عليهم ـ بالأدلّة اليقينيّة.
في الصحيح عن زرارة وابن مسلم أنّهما قالا للباقر عليهالسلام : ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي؟ وكم هي؟ فقال : «إنّ الله عزوجل يقول (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) (٥) فصار القصر في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر».
فقالا له : إنّما قال الله (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) ولم يقل : افعلوا [فكيف أوجب
__________________
(١) راجع! الصفحة : ١٣٨ و ١٣٩ من هذا الكتاب.
(٢) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢١٨ الحديث ٥٤٣ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٤٨٠ الحديث ١١٢٢١.
(٣) راجع! الصفحة : ١٦٦ من هذا الكتاب.
(٤) النساء (٤) : ١٠١.
(٥) النساء (٤) : ١٠١.