التاسع عشر : روي عن حمزة بن عبد الله الجعفري قال : لمّا أن نفرت من منى نويت المقام بمكّة فأتممت الصلاة حتّى جاءني خبر من المنزل فلم أجد بدا من المصير إلى المنزل ولم أدر أتمّ أم اقصّر ، وأبو الحسن عليهالسلام يومئذ بمكّة فأتيته فقصصت عليه القصّة ، فقال : «ارجع إلى التقصير» (١).
حملها في «التهذيب» على ما إذا حصل مسافرا وخرج (٢).
ويحتمل أن يكون قوله : فأتممت الصلاة ، مثل قول أبي ولّاد : فأتمّ الصلاة ، بعد قوله : نويت حين دخلت المدينة أن اقيم بها عشرا (٣).
ويحتمل أن يكون نوى المقام مطلقا من دون تقييد بعشرة أيّام ، أو الدوام ، أو غير ذلك ، كما هو منطوق الخبر.
وتبادر إقامة العشرة في أمثال زماننا ، إنّما هو بسبب الفتاوى واشتهارها عند المتشرّعة ، فلا يلزم أن يكون ذلك الزمان أيضا كذلك ، سيّما عند كلّ أحد ـ حتّى عند هذا الراوي أيضا ـ حتّى يلزم الإشكال ، سيّما أنّ الأصل عدم التقدير ، وعدم الزيادة.
مع أنّه على تقدير التقدير ، فيحتمل أن يكون المقدّر خمسة ، لما مرّ في صحيحتي ابن مسلم من أنّ إقامة الخمسة بالحرمين يوجب الإتمام (٤) ، مع أنّ الشيخ
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٨٣ الحديث ١٢٨٦ ، تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٢١ الحديث ٥٥٤ ، الاستبصار : ١ / ٢٣٩ الحديث ٨٥٢ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥٠٩ الحديث ١١٣٠٦.
(٢) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٢٢ ذيل الحديث ٥٥٤.
(٣) وسائل الشيعة : ٨ / ٥٠٨ الحديث ١١٣٠٥.
(٤) تهذيب الأحكام : ٣ / ٢٢٠ الحديث ٥٤٨ و ٥٤٩ ، الاستبصار : ١ / ٢٣٨ الحديث ٨٤٩ و ٨٥٠ ، وسائل الشيعة : ٨ / ٥٠١ الحديث ١١٢٨٦ ، ٥٠٢ الحديث ١١٢٩٠.