مع أنّ وقت الصلاة ليس استقبال الشمس ، بل طلوع الشمس بالنصّ (١) والإجماع ، كما سيجيء ، ووقت الذبح متأخّر عن ابتداء وقت الصلاة ، كما قاله المعصوم عليهالسلام ، فظهر أنّ قوله عليهالسلام في الجواب الثاني : «إذا استقبلت الشمس» أنّه عليهالسلام جعل الاستقبال وقت ذبحه.
والاكتفاء بذلك في الجواب من دون التعرّض لتجويز صلاته بهم أو عدمه ، ثمّ قاله بعد ذلك : «ولا بأس أن تصلّي وحدك ، ولا صلاة إلّا مع إمام» مجموعه ظاهر في عدم رضائه عليهالسلام في صلاته بهم ، وأنّه فيه البأس ، مضافا إلى ظهور ذلك من الخارج ، لأنّهم كانوا في شدّة من التقيّة ، وصلاة العيد كانت منصب السلطان لا يفعلها إلّا منصوبه ، فكيف كان المعصوم عليهالسلام يرضى بأن يرتكب منصب السلطان من دون نصبه؟ وقوله : «ولا صلاة» في مقام التعليل لذلك.
فيظهر أنّ المراد من «إمام» هنا أيضا هو المنصوب ، كما كان يفهم سماعة ، وما ذكرنا ظاهر على المتأمّل.
ولعلّه ممّا ذكر منع السيّد وغيره عن الجماعة عند فقد المنصوب ، وجوّزوا الفرادى (٢) كما سيجيء ، إلّا أن يكون المراد من قوله عليهالسلام : «وحدك» أعمّ من الجماعة والفرادى التي لا يكون مع المنصوب ، كما روى سماعة في الجماعة : «أمّا مع الإمام فركعتان ، وأمّا من يصلّي وحده فأربع ، وإن صلّوا جماعة» (٣).
وما ذكره من أنّ تنكير لفظ «الإمام» و «الجماعة» ، شاهد على عدم إرادة المعصوم عليهالسلام بخصوصه حقّ ، إلّا أنّه لا يظهر أنّه إمام الجماعة في الفريضة اليوميّة ،
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٧ / ٤٢٩ الحديث ٩٧٦٦.
(٢) رسائل الشريف المرتضى : ٣ / ٤٤ ، الكافي في الفقه : ١٥٤.
(٣) الكافي : ٣ / ٤٢١ الحديث ٤ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٣١٤ الحديث ٩٤٤٥ مع اختلاف يسير.