إذن الإمام محمولا على التقيّة بأنّهم عليهمالسلام كانوا يتّقون من هؤلاء.
مضافا إلى ما ورد منهم من الأمر بالأخذ بما اشتهر بين الأصحاب ، والأمر بترك ما خالف السنّة وطريقة الرسول صلىاللهعليهوآله (١) ، وقد عرفت طريقته صلىاللهعليهوآله وطريقة الإمامين عليهماالسلام ، وكذلك الأوامر الدالّة على متابعة العقل.
ومنه قوله عليهالسلام : «عليكم بالدرايات دون الروايات» (٢) ، إلى غير ذلك.
مع أنّ القول باستحباب الجمعة من خصائص الشيعة ، بل هو المشتهر بينهم (٣).
والأخبار الدالّة عليه كثيرة صحيحة السند ، مضافا إلى معاضدة الشهرة وغيرها : منه أنّه ليس قول أحد من أهل السنّة ، وتضمّن بعضها حكاية حليّة المتعة (٤).
فما دلّ على الاستحباب أو ظاهر فيه مخالف لمذاهب العامّة بأجمعهم ، فتعيّن أن يكون هو الحقّ والرشد ، للأخبار المتواترة في الأمر بالأخذ بما خالف العامّة وأنّه الرشد والحقّ (٥) ، مضافا إلى الشهرة العظيمة.
وأمّا موافقتهم مع القائلين بالحرمة في الترك ، فلأنّ الظهر كانت عندهم
__________________
(١) الكافي : ١ / ٦٧ الحديث ١٠ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٥ الحديث ١٨ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٣٠١ الحديث ٨٤٥ ، الاحتجاج : ٢ / ٣٥٥ و ٣٥٦ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الحديث ٣٣٣٣٤.
(٢) بحار الأنوار : ٢ / ١٦٠ الحديث ١٢ مع اختلاف يسير.
(٣) شرائع الإسلام : ١ / ٩٨ ، تذكرة الفقهاء : ٤ / ٢٧ المسألة ٣٨٩ ، ذكرى الشيعة : ٤ / ١٠٥.
(٤) مصباح المتهجد : ٣٦٤ ، الوافي : ٨ / ١١١٥ ذيل الحديث ٧٨٥٥ ، وسائل الشيعة : ٢١ / ١٤ الحديث ٢٦٣٩٤.
(٥) الكافي : ١ / ٨ و ٦٨ / ١٠ ، من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٥ الحديث ٢ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ٢٤٩ الحديث ١٠ ، تهذيب الأحكام : ٦ / ٢٩٤ الحديث ٨٢٠ و ٣٠١ الحديث ٨٤٥ ، الاحتجاج : ٣٥٦.
وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الحديث ٣٣٣٣٤ ، بحار الأنوار : ٢ / ٢٣٥ الحديث ١٧ ـ ٢٠.