الكسوف أو بعض هذه الآيات فصلّها ما لم تتخوف أن يذهب وقت الفريضة ، فإن تخوّفت فابدأ بالفريضة ، فإذا فرغت فارجع إلى حيث كنت قطعت واحتسب بما مضى» (١) ، الحديث.
وصحيحة الفضلاء السابقة (٢) ربّما يكون دليل المنكر ، إذ يظهر من السياق لزومها وكونها موظّفة للأمور المذكورة خاصّة ، وكونها بالنسبة إلى الكلّ على نهج واحد.
وأمّا القائل بالاستحباب فيها ، فلم نطّلع عليه سوى ما ذكرنا عن أبي الصلاح (٣) ، وقد عرفت ما فيه.
نعم ، في «الشرائع» : وقيل : لا ، بل يستحبّ للريح المخوفة والظلمة الشديدة حسب (٤) ، فتأمّل!
ويمكن أن يكون مراد المصنّف من القول بالاستحباب القول بعدم الوجوب ، لكنّه بعيد عن عبارته.
فيحتمل أن يكون حكمه بقوله بالاستحباب من جهة أنّه بعيد يرد هذه الصحاح بالمرّة ، فيكون قائلا بالاستحباب ، فتأمّل!
وأمّا القائل بالوجوب في الرياح المخوفة والظلمة الشديدة خاصّة زائدا على الوجوب للكسوفين والزلزلة ، فهو الشيخ في «النهاية» (٥). وينسب إلى جمله القول بالوجوب للرياح المظلمة السود خاصّة زائدا على الوجوب المذكور (٦).
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٤٦ الحديث ١٥٣٠ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٩١ الحديث ٩٩٣٧ ، مع اختلاف.
(٢) راجع! الصفحة : ٤٣١ من هذا الكتاب.
(٣) مرّ آنفا.
(٤) شرائع الإسلام : ١ / ١٠٣.
(٥) النهاية للشيخ الطوسي : ١٣٦.
(٦) نسب إليه في الحدائق الناضرة : ١ / ٣٠٢ ، لاحظ! الرسائل العشر (الجمل والعقود) : ١٩٤.