لعذر أو غيره (١). وما ذكره رحمهالله أحوط ، وإن أمكن المناقشة بانتفاء ما يدلّ على الفوريّة هنا على الخصوص ، والأمر المطلق لا يقتضي الفور (٢) ، انتهى.
وفيه ؛ أنّه أيّ تعجّب يبقى بعد ما نقل عن الشهيد رحمهالله وما ذكر هو بأنّ في ذلك جمع بين القواعد المتضادّة؟ فتأمّل!
وما قال من انتفاء ما يدلّ على الفوريّة على الخصوص. فيه ؛ أنّ رواية الديلمي ظاهرة فيها ، كما لا يخفى على المتأمّل ؛ لأنّه سأل الصادق عليهالسلام عن الزلزلة ما هي؟ فقال : «آية» ، فقال : ما سببها؟. إلى أن قال : قلت : فإذا كان ذلك فما أصنع؟ قال : «صلّ صلاة الكسوف فإذا فرغت خررت لله عزوجل ساجدا ، وتقول في سجودك : يا من (يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) ، يا من (يُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِهِ) ، أمسك عنّا السوء إنّك على كلّ شيء قدير» (٣).
إذ لا شبهة في أنّ مراده أنّ وقت ما صار الزلزلة ما أصنع؟ فقال : «صلّ صلاة الكسوف» أي ذلك الوقت ، والأمر للوجوب ، أي وجب عليك في ذلك الوقت أن تصلّي كذا ، فمقتضاه أنّه إن لم يصلّ في ذلك الوقت يستحقّ العقاب.
مضافا إلى أنّ الراوي بصدد السؤال عن علاج الاضطراب وتحرّك الأرض بأهلها ، فينادي به قوله عليهالسلام بعد هذا وبعد الفراغ : خررت وقلت : كذا وكذا. ولا شكّ في أنّ ذلك الدعاء لوقت الزلزلة.
هذا ؛ مضافا إلى ما ذكرنا من صحيحة الفضلاء وغيرها (٤) ، ممّا يظهر منه أنّ
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ٤ / ٢٠٤.
(٢) مدارك الأحكام : ٤ / ١٣٣.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٤٣ الحديث ١٥١٧ ، علل الشرائع : ٥٥٦ الحديث ٧ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٥٠٥ الحديث ٩٩٧٧.
(٤) راجع! الصفحة : ٤٣١ و ٤٣٩ من هذا الكتاب.