وركعتين بعد المغرب ، وركعتين قبل العشاء ، وركعتين بعد العشاء من قعود تعدّان بركعة [من قيام] ، وثمان صلاة الليل ، والوتر ثلاثا وركعتي الفجر ، والفرائض سبع عشرة» (١).
وسهل ثقة ومن مشايخ الإجازة ، وتضعيفه ليس بمكانه ، كما حقّقت في الرجال (٢) ، والمحقّقون في أمثال زماننا كاد أن يتّفقوا على ما ذكرناه أو مثله ، مع أنّ الشهرة جابرة ، سيّما مثل هذه ، مضافا إلى المسامحة في أدلّة السنن ، ومع ذلك ثبت من الأخبار الصحاح والمعتبرة أبعاض ما ذكر ، بحيث يثبت من المجموع المجموع.
مع أنّ الشيخ روى أيضا بسند فيه علي بن حديد ، عن الحارث النصري ، عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «صلاة النهار ستّ عشر [ة] ركعة ، ثمان إذا زالت الشمس ، وثمان بعد الظهر ، وأربع [ركعات] بعد المغرب ، يا حارث! لا تدعها في سفر ولا حضر ، وركعتان بعد العشاء [الآخرة] كان أبي عليهالسلام يصلّيهما وهو قاعد ، وأنا اصلّيهما وأنا قائم ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلّي ثلاث عشرة ركعة من الليل» (٣).
وروى هذه الرواية بعينها بطريق آخر ، بدون علي بن حديد (٤) ، والسند صحيح غير علي بن حديد.
وبالجملة ، المسألة لا إشكال فيها من الجهات التي عرفت ، إلّا أنّه يعارضها أخبار كثيرة من جهة تضمّنها أنقص ممّا ذكر ، وحملت على تفاوت مراتب الفضيلة ، كما ذكره المصنّف ، مع أنّها شاذّة ، والشاذّ لا عمل عليه ، وامرنا بتركه.
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٤٤٤ الحديث ٨ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٨ الحديث ١٤ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٤٧ الحديث ٤٤٧٩.
(٢) تعليقات على منهج المقال : ١٧٦.
(٣) تهذيب الأحكام : ٢ / ٤ الحديث ٥ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٤٨ الحديث ٤٤٨١.
(٤) تهذيب الأحكام : ٢ / ٩ الحديث ١٦.