ثمّ قال : ولا ريب أنّ العمل بمضمونها يحصل معه الامتثال ، وإنّما الكلام في وجوب ما تضمّنته ممّا يزيد على مسمّى الخطبتين ، فإنّها قاصرة عن إفادة ذلك متنا وسندا (١).
هذا ، ونقل عن الشيخ في «المبسوط» : إنّ أقلّ ما يكون الخطبة أربعة أصناف : حمد الله [تعالى] ، والصلاة على النبي [وآله عليهمالسلام] ، والوعظ ، و [قراءة] سورة خفيفة [من القرآن] ، ونحوه عن خلافه وعن ابن حمزة (٢).
ونقل عن «اقتصاد» الشيخ أنّه قال فيه أيضا : أربعة ، إلّا أنّه جعل قراءة سورة خفيفة بين الخطبتين (٣).
وعن أبي الصلاح : عدم وجوب القراءة في شيء من الخطبة (٤).
إذا عرفت هذا ، فاعلم! أنّ لفظ «الخطبة» له معنى معروف لغة وعرفا ، ولم نعلم من الشارع تغييره إلى معنى آخر يكون من مستحدثاته ، حتّى يكون من قبيل العبادات توقيفيّة ، والأصل عدم النقل وعدم التغيير وعدم التعدّد ، وبقاء ما كان على ما كان ، فلهذا اتّفقت كلمات الأصحاب ـ سوى الشهيد الثاني في «شرح اللمعة» (٥) ـ في واجبات الخطبة ، في التحميد والصلاة وغيرهما ممّا ذكر ، من دون إشارة من أحد منهم إلى قصد القربة وغيرها أصلا ، مع كون عادتهم ذكر النيّة في
__________________
الحديث ٩٥٢٦ و ٩٥٢٨ مع اختلاف يسير.
(١) مدارك الأحكام : ٤ / ٣٣.
(٢) نقل عنهم في مدارك الأحكام : ٤ / ٣١ ، لاحظ! المبسوط : ١ / ١٤٧ ، الخلاف : ١ / ٦١٦ المسألة ٣٨٤ ، الوسيلة إلى نيل الفضيلة : ١٠٣.
(٣) نقل عنه في مدارك الأحكام : ٤ / ٣١ ، لاحظ! الاقتصاد : ٢٦٧.
(٤) نقل عنه في مدارك الأحكام : ٤ / ٣٢ ، لاحظ! الكافي في الفقه : ١٥١.
(٥) الروضة البهيّة : ١ / ٢٩٦ و ٢٩٧.