أوّل كلّ عبادة ، من دون تجويز الإخلال والإهمال والتأخير.
مع أنّه معلوم أنّ نيّة صلاة الجمعة غير نيّة الخطبة ، مع أنّ كونها من التوقيفيّات يتوقّف على ثبوت كون لفظها حقيقة عند جميع المتشرّعة في معنى مغاير لمعناه اللغوي والعرفي وصحّة سلبه عنه ، كما حقّقناه في «ملحقات الفوائد» (١) فلا بدّ من الرجوع في معرفتها إلى العرف ، إلّا أن يثبت من الإجماع أو الحديث وجوب شيء زائد.
ومقتضى الإجماع المذكور وجوب الوعظ بعد الحمد والصلاة.
ولعلّه هو الظاهر من الأخبار ، من جهة أنّ فائدة الجمعة والمصلحة في إحداثها الوعظ والاتّعاظ ، وأنّ ذلك هو السبب في وجوب الاستماع والإصغاء ، ومنع الكلام وأمثاله ممّا سيجيء.
والتزام النبي صلىاللهعليهوآله والأئمّة عليهمالسلام في مقام بيانه وفعله ، لاتّفاق الأخبار والآثار ، مضافا إلى شهادة الاعتبار في ذلك.
وفي «العلل» الفضل بن شاذان ، عن الرضا عليهالسلام : «فإن قال : فلم جعلت الخطبة؟ قيل : لأنّ الجمعة مشهد عام فأراد أن يكون للأمير سبب إلى موعظتهم وترغيبهم في الطاعة وترهيبهم من المعصية ، وتوقيفهم على ما أراد من مصلحة دينهم ودنياهم» (٢). إلى آخره ، فلاحظ.
والأحوط والأولى مراعاة موثّقة سماعة المذكورة (٣) ، بل الخطب الواردة عن أمير المؤمنين والباقر عليهماالسلام ، المرويّة في الكتب المعتبرة من كتب الأحاديث (٤)
__________________
(١) الفوائد الحائريّة : ٤٧٧ الفائدة ٣٠.
(٢) علل الشرائع : ١ / ٢٦٥ الحديث ٩ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٣٤٤ الحديث ٩٥٣٣ مع اختلاف يسير.
(٣) راجع! الصفحة ٧٤ من هذا الكتاب.
(٤) لاحظ! وسائل الشيعة : ٧ / ٣٤٢ الباب ٢٥ من أبواب صلاة الجمعة.