أحمد بن يوسف قال : حدّثنا عبد الله قال : أخبرنا سفيان عن الأوزاعي عن مرشد أو عن أبي مرشد قال : كنت جالسا مع أبي ذرّ عند خمرة الوسطى فسئل عن (لَيْلَةِ الْقَدْرِ) فقال : كنت أسأل الناس عنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ قال : قلت : يا رسول الله (لَيْلَةُ الْقَدْرِ) هل هي تكون على عهد الأنبياء عليهمالسلام ، فإذا مضوا رفعت؟ قال : «لا ، بل هي إلى يوم القيامة» [١٩٦] (١).
وأخبرنا عبد الله بن حاطب قال : أخبرنا محمد بن عامر السمرقندي قال : أخبرنا عمر بن الحسين قال : حدّثنا عبد بن حميد عن روح بن عبادة قال : حدّثنا ابن جريج قال : أخبرني داود ابن أبي عاصم عن عبد الله بن عيسى مولى معاوية قال : قلت لأبي هريرة زعموا أنّ ليلة القدر قد رفعت قال : كذب من قال ذلك ، قال : قلت هي في كلّ شهر رمضان استقبله؟ قال : نعم.
وقال بعضهم : هي في ليالي السنة كلّها ، وإنّ من علّق طلاق امرأته أو عتق عبده ليلة القدر لم يقع الطلاق ولم ينفذ العتاق إلى مضي سنة من يوم حلف ، وهي إحدى الروايات عن ابن مسعود قال : من يقم الحول كلّه يصبها.
قال : فبلغ ذلك عبد الله بن عمر ، فقال : يرحم الله أبا عبد الرحمن أما إنه علم أنها في شهر رمضان؟ ولكن أراد أن لا يتّكل الناس ، وإلى هذا ذهب أبو حنيفة أنها في جميع السنة ، وحكي عنه أيضا أنّه قال : رفعت ليلة القدر ، وروي عن ابن مسعود أيضا أنه قال : إذا كانت السنة في ليلة كانت العام المقبل في ليلة أخرى ، والجمهور من أهل العلم على أنها في شهر رمضان في كل عام.
أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن عامر قال : أخبرنا عمر بن يحيى قال : حدّثنا عبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن أبي عمير أنه سئل عن (لَيْلَةِ الْقَدْرِ) : أفي كل رمضان هي؟ قال : نعم.
وأخبرنا عقيل أن المعافى أخبرهم عن محمد بن جرير قال : حدّثني يعقوب قال : حدّثنا ابن عليّة قال : حدّثنا ابن ربيعة بن كلثوم قال : قال رجل للحسين (٢) وأنا أسمع : أرأيت ليلة القدر أفي كل رمضان هي؟ قال : «نعم والله الذي لا إله إلّا هو إنها لفي كلّ رمضان ، وإنّها ليلة يفرق فيها (كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) ، فيها يقضى كلّ أجل وعمل ، ورزق وخلق إلى مثلها» [١٩٧] (٣).
واختلفوا في أول ليلة هي منها ، فقال أنور بن العقيلي : هي أول ليلة من شهر رمضان ، وقال الحسن : هي ليلة سبع عشرة ، وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر.
__________________
(١) صحيح ابن خزيمة : ٣ / ٣٢١.
(٢) في المصدر : للحسن.
(٣) تفسير الطبري : ٣٠ / ٣٢٩ والدر المنثور : ٦ / ٢٥.