وقال بعضهم هي الليلة الثالثة والعشرون منها (١).
أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الهمداني قال : أخبرنا الحسين بن عبد الأعلى قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إني رأيت في النوم كأن ليلة القدر سابعة تبقى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين ، من كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين» [٢٠١] (٢).
قال معمر : كان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمسّ طيبا.
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكّي قال : حدّثنا أحمد بن حفص قال : حدّثني أبي قال : حدّثني إبراهيم عن عبّاد وهو ابن إسحاق عن الزهري عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال : كنت في مجلس من بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا : من يسأل لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن (لَيْلَةِ الْقَدْرِ)؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان ، قال : فخرجت فوافيت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم صلاة المغرب ثم نمت بباب بيته فمرّ بي فقال : «ادخل» فدخلت فأتي بعشائه فرأيتني أكفّ عنه من قلته ، فلمّا فرغ قال : «ناولني نعلي» فقام وقمت معه فقال : كان لك حاجة؟ فقلت : أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر فقال : «كم الليلة؟» فقلت : اثنان وعشرون ، فقال : «هي الليلة» ثم رجع فقال : «أو الثالثة» (٣) يريد ليلة ثلاث وعشرين [٢٠٢] (٤).
قال أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طفران قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل المحاملي قال : حدّثنا يعقوب الدورقي قال : حدّثنا عبد الله بن إدريس قال : سمعت عاصم بن كليب يروي عن أبيه عن خاله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ورأيت مسيح الضلالة [فخرجت إليكم لأبيّنها] فرأيت رجلين يتلاحيان فحجزت بينهما فأنسيتهما وسأشدو لكم منها شدوا ، فأمّا (لَيْلَةُ الْقَدْرِ) فاطلبوها في العشر الأواخر وترا ، وأمّا مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ، ممسوح العين اليسرى ، عريض النحر ، فيه دمامة (٥) كأنّه فلان بن عبد العزى أو عبد العزى بن فلان» [٢٠٣] (٦).
قال : فذكرت هذا الحديث لابن عباس قال : وما عجبك؟ سأل عمر بن الخطاب أصحاب
__________________
(١) صحيح البخاري : ٢ / ٢٥٦ باب الاعتكاف.
(٢) تفسير القرطبي : ٢٠ / ١٣٦ بتفاوت يسير.
(٣) في المصدر : أو القابلة.
(٤) سنن أبي داود : ١ / ٣١١.
(٥) في بعض المصادر : دماء ، وفي بعضها : دفا ، وفسّر بالانحناء.
(٦) الدر المنثور : ٥ / ٣٥٤ ، والمعجم الكبير : ١٨ / ٣٣٥ ، وكنز العمال : ٨ / ٥٤١.