(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (١) اختلفوا فيه وأكثروا ، فأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد ابن علي بن إبراهيم السراج بقراءتي عليه في الجامع يوم الجمعة في المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن علي بن مهران الخشّاب ، قال حدّثنا علي بن سعيد العسكري قال : حدّثنا الحسين بن معاذ الأخفش مستملي أبي حفص الفلاس قال : حدّثنا إبراهيم ابن أبي سويد الذارع قال : حدّثنا سويد أبو حاتم عن قتادة عن عبد الله بن سفيان عن أبي هريرة عن النبي عليهالسلام (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «عن الماء البارد» [٢٤٠] (٢).
وحدّثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين بن القيّم الحسني السّني قال : حدّثنا أحمد ابن علي بن مهدي بن صدقة بالرملة قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي محمد بن علي ، قال حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله عليهالسلام في قول سبحانه : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «الرطب والماء البارد» (٣).
وقال عبد الله بن عمر : هو الماء البارد في الصيف ، ودليل هذا التأويل الخبر المأثور : «أن أول ما يسأل الله سبحانه العبد يوم القيامة أن يقول له : ألم أصحّ جسمك وأروك من الماء البارد» [٢٤١] (٤).
وقال أنس بن مالك : ضاف رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المقداد بن الأسود فقدم إليه طعاما فأكله ثم سقاه ماء باردا فاستطابه وقال : «يا بردها على الكبد» ، ثم قال : «إذا شرب أحدكم الماء فليشرب أبرد ما يقدر عليه» قيل ولم؟ قال «أطيب للمعدة ، وأنفع للعلّة ، وأبعث على الشكر» [٢٤٢] (٥).
وسمعت أبا القاسم الحبيبي يقول : سمعت أبا زكريّا العنبري يقول : سمعت أبا العباس الأزهري يقول : سمعت أبا حاتم يقول : الماء البارد العذب يستخرج الحمد من جوف القلب.
وقال مالك بن دينار : قال رجل للحسن : إنّ لنا جارا لا يأكل الفالود ويقول : لا أقوم بشكره ، فقال : ما أجهل جاركم بنعمة الله عليه بالماء البارد أكثر من نعمة بجميع الحلاوي!
وأخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد [بن محمد الرومي] قال : حدّثنا أبو حفص محمد بن حفص البصري قال : حدّثنا
__________________
(١) سورة التكاثر : ٨.
(٢) الدر المنثور : ٦ / ٣٩١.
(٣) تفسير نور الثقلين : ٥ / ٦٦٥.
(٤) المعجم الأوسط : ١ / ٢٦ وكنز العمال : ٣ / ٢٥٤ ح ٦٤١٦ بتفاوت يسير.
(٥) سبيل الهدى والرشاد : ١٢ / ١٠٤ عن المصنف.