عبد الله بن سلمة بن عياش قال : حدّثنا الأشعث بن نزار عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة أن النبي عليهالسلام في قول الله جلّ ثناؤه (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «من أكل خبز البرّ ، وشرب الماء المبرّد ، وكان له ظل ، فذلك النعيم الذي يسأل عنه» [٢٤٣] (١) (٢).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا بن مالك قال : حدّثنا ابن حنبل قال : حدّثني الوليد بن شجاع قال : حدّثنا محمد بن سعيد الأصبهاني عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم (لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «الأمن والصحة» (٣).
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن برزة قال : حدّثنا محمد بن غالب بن حرب قال : حدّثني زكريّا بن يحيى الرقاشي المنقري قال : حدّثنا عبد الله بن عيسى بن خلف قال : حدّثنا يونس بن عبد عن عكرمة عن ابن عباس أنّه سمع عمر بن الخطاب يقول : خرج علينا رسول الله عليهالسلام عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد فقال : «يا أبا بكر ما أخرجك في هذه الساعة؟» قال : يا رسول الله أخرجني الذي أخرجك.
قال : وجاء عمر فقال له رسول الله : «يا أبا الخطّاب ما أخرجك؟» قال : يا رسول الله الذي أخرجكما. وقعد معهما عمر قال : فأقبل رسول الله عليهالسلام يحدّثهما ثم قال : «هل لكما من قوّة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلّا؟» قلنا : نعم ، قال : «مرّوا بنا إلى أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري» فتقدّم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين أيدينا فاستأذن وسلّم عليهم ثلاث مرّات ، وأمّ الهيثم تسمع الكلام من وراء الباب ، وتريد أن يزيدهم رسول الله عليهالسلام ، فلمّا أراد رسول الله عليهالسلام أن ينصرف خرجت أمّ الهيثم تسعى خلفهم فقالت : يا رسول الله لقد سمعت تسليمك ولكنّي أردت أن تزيدنا من سلامك.
فقال لها رسول الله عليهالسلام : «أين أبو الهيثم؟» قالت : يا رسول الله هو قريب ، ذهب يستعذب لنا من الماء ، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله.
وبسطت لهم بساطا تحت شجرة حتى جاء أبو الهيثم ، ففرح بهم أبو الهيثم وقرّت عينه ، وصعد أبو الهيثم على نخلة يصرم لهم عذقا ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حسبك يا أبا الهيثم» قال : يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه وتذنوبه (٤) ثم أتاهم فشربوا عليه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هذا من النعيم الذي تسألون عنه».
__________________
(١) مسند أحمد : ٥ / ٣٩.
(٢) كنز العمال : ٢ / ٥٥٥ ح ٤٧١٥ وتفسير الدر المنثور : ٦ / ٣٨٨ مورد الآية وفيه : وشرب ماء الفرات باردا ـ وكان له منزل يسكنه.
(٣) تفسير الطبري : ٣٠ / ٣٦٥.
(٤) التذنوب : الذي بدأ فيه الأرطاب من قبل ذنبه.