أقربائه الأقربين (الَّتِي تُؤْوِيهِ) مجاهد قبيلته (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ) ذلك الفداء من عذاب الله سبحانه (كَلَّا) ليس كذلك لا ينجيه من عذاب الله شيء.
ثمّ ابتدأ فقال : (إِنَّها لَظى) وقيل : معناه حقّا إنّها لظى ، فيكون متّصلا ولظى اسم من أسماء جهنّم ، ولذلك لم يجر ، وقيل : هي الدركة الثانية سمّيت بذلك لأنّها تتلظى ، قال الله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) (١).
(نَزَّاعَةً) قراءة العامة بالرفع على نعت اللظى ، وروى حفص عن عاصم بالنصب على الحال والقطع (لِلشَّوى) قال الكلبي : لأمر الرأس بأكل الدماغ ، ثمّ يعود الدماغ كما كان ، ثمّ يعود لأكله فذلك دائها ، وهي رواية أبي ظبيان عن ابن عباس ، عطيّة عنه : يعني الجلود والهام ، سعيد بن جبير عنه : للعصب والعقب ، مجاهد : لجلود الرأس ، ودليل هذا التأويل قول كثير عزّة :
لأصبحت هدتك الحوادث هذه |
|
لها فشواة الرأس باد قتيرها (٢) |
إبراهيم بن مهاجر : اللحم دون العظم ، الهام يحرق كل شيء منه ويبقى فؤاده نصيحا ، أبو صالح : للحم الساق ، ثابت البناني : لمكارم وجهه ، قتادة : لمكارم خلقه وأطرافه ، أبو العالية : لمحاسن وجهه ، يمان : خلّاعة للأطراف ، مرة : للأعضاء ، ابن زيد : لأذاب العظام ، الضحّاك : تبري اللحم والجلد عن العظم حتّى لا تترك منه شيئا ، الكسائي : للمفاصل ، ابن جرير : الشوى جمع شواة وهي من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا يقال : رمى فاشوى إذا لم يصب مقتلا ، وقال بعض الأئمة : هي القوائم والجلود ، قال امرؤ القيس :
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا (٣)
وقال الأعشى :
قالت قتيلة ما له قد جلّلت شيبا شواته (٤)
(تَدْعُوا) إلى نفسها (مَنْ أَدْبَرَ) عن الإيمان (وَتَوَلَّى) عن الحق فتقول إليّ إليّ.
قال ابن عباس : تدعوا الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح ، ثمّ تلتقطهم كما تلتقط الطير الحب ، وقال تغلب : (تَدْعُوا) أي تهلك يقول العرف : دعاك الله أي أهلكك الله ، وقال الخليل : إنه ليس كالدعاء تعالوا ولكن دعوتها إياهم تمكّنها من تعذيبهم وفعلها بهم ما تفعل.
(وَجَمَعَ) المال (فَأَوْعى) أمسك ولم يود حقّ الله منه.
__________________
(١) سورة الليل : ١٤.
(٢) تفسير القرطبي : ١٨ / ٢٨٨.
(٣) الصحاح : ٥ / ١٧٩٤.
(٤) الصحاح : ٦ / ٢٣٩٦.