لا ينظرن إلى غيرهم ، لم يطمثهن : أي لم يمسسهن ، وأصل الطمث : خروج الدم ، ويراد به قربان النساء ، كأنهن الياقوت : أي فى الصفاء ، والمرجان : أي صغار اللؤلؤ فى البياض.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر ما يراه المشركون بربهم ، والعاصون لأوامره ونواهيه من الأهوال ، من إرسال الشواظ من النار عليهم ، ومن أخذهم بالنواصي والأقدام ، إهانة لهم واحتقارا ومن التنقل بهم بين النار والحميم الآنى الذي يشوى الوجوه ـ ذكر هنا ما أعده من النعيم الروحي والجسماني لمن خشى ربه ، وراقبه فى السر والعلن ، فمن جنات متشابهة الثمار والفواكه تجرى من تحتها الأنهار ، جناها دان لمن طلبه وأحب نيله ، يجلس فيها على فرش بطائنها من الديباج ، ومن نساء حسان لم يقرب منهن أحد لا من الإنس ولا من الجن ، وهن كالياقوت صفاء واللؤلؤ بياضا ، وذلك كفاء ما قدموا من صالح العمل ، وما أسلفوا فى الأيام الخالية ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟.
الإيضاح
(وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟) أي ولمن خشى ربه وراقبه فى أعماله ، وأيقن بأنه مجازيه عليها يوم العرض والحساب ، يوم تجزى كل نفس بما كسبت ، فإذا هو همّ بمعصية ذكر الله وأنه عليم بسره ونجواه ، فتركها مخافة عقابه ، وشديد حسابه ، ففعل الخير وأحب الخير للناس ـ جنتان : جنة روحية تصل به إلى حظيرة القدس ، وجمال الملكوت ورضا الله عنه «وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ» وجنة جسمانية بمقدار ما عمل فى الدنيا من خير ، وقدم من صالح عمل ، فبأى نعم ربكما