وفى هذا دليل على شرف هذه الفرش ، وتمتع أهلها بالثواب العظيم ، والنعيم المقيم.
وإنما ذكر الاتكاء ، لأنه هيئة تدل على صحة الجسم ، وفراغ القلب ، إذ العليل لا يستطيع أن يستلقى أو يستند إلى شىء ، وهو مشغول القلب يتحرك تحرك المحضر للعقاب.
(وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي وثمرهما قريب منهم متى شاءوا ، ونحو الآية قوله : «قُطُوفُها دانِيَةٌ» وقوله : «وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً» فهى لا تمتنع ممن أرادها ، بل تنحط إليه من أغصانها.
ثم ذكر أوصاف النساء اللواتى يمتعون بهنّ فقال :
(فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي فى تلك الجنات نساء غضيضات الطرف عن غير أزواجهن ، فلا يرين شيئا فيها أحسن منهم ، وهن أبكار لم يمسسهن أحد قبل أزواجهن لا من الجن ولا من الإنس.
(كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي كأنهن الياقوت صفاء وصغار اللؤلؤ بياضا.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة أنه قال فى الآية : فى صفاء الياقوت وبياض اللؤلؤ.
ثم بين السبب فى هذا الجزاء فقال :
(هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ ، فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي ما جزاء الإحسان فى العمل إلا الإحسان فى المثوبة.
ونحو الآية قوله : «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ».
وعن أنس بن مالك قال : «قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم : هل جزاء