العالم المذكور ، كان يسكن خداشاه من جوين وله عقب سادة أجلاّء ، منهم السيدان الأميران الجليلان عز الدين طالب ، وعماد الدين ناصر إبنا ركن الدين أبي طالب محمد بن محمد بن ت اج الدين عربشاه ابن محمد بن زيد الجويني بن المظفر ابن أبي علي أحمد الخداشاهي المذكور ، ويعرف كلّ منها بالدلقندي كان لهما جلالة وإمارة ، وتقدم عند السلطان خدابنده بن أرغون تقدّما عظيما وترى الأمير طالب قتل الرشيد الوزير أخذا لثأر النقيب تاج الدين الآوي الأفطسي وفتح الأمير ناصر قلعة إربل بعد حصار طويل وحكم بها ، ولهما عقب.
فمن ولد الأمير طالب ، الأمير علي لم يكن له غيره أعقب وكان حاكما بقلعة إربل الى أن توفي ، ومن ولد الأمير ناصر ؛ الأمير يحيى السيد الزاهد العابد الجليل القدر تولّى حكومة قلعة إربل بعد ابن عمه الأمير علي ، وله عقب كثّرهم الله تعالى ، ومن ولد أبي الفضل أحمد بن أبي الحسين محمد عزيز بن يحيى بن أحمد المذكور ، ومن ولد الحسين جوهرك بن أبي الحسين محمد ، عبد الله ، ومحمد إبنا الحسين المذكور ، ومن ولد أبي علي محمد بن أبي الحسين محمد ، علي ، والحسين ابنا محمد بن أبي جعفر بن محمد المذكور.
وأما عبد الله الشهيد ابن الأفطس وشهد فخا متقلدا سيفين وأبلى بلاء حسنا ، فيقال ان الحسين صاحب فخ أوصى اليه وقال : إن أصبت فالأمر بعدي اليك. وأخذه الرشيد وحبسه عند جعفر بن يحيى فضاق صدره من الحبس فكتب الى الرشيد رقعة يشتمه فيها شتما قبيحا فلم يلتفت الرشيد الى ذلك وأمر بأن يوسع عليه ، وكان قد قال يوما بحضور جعفر بن يحيى : «اللهم اكفنيه على يدي ولي من أوليائي وأوليائك». فأمر جعفر ليلة النيروز بقتله وحز رأسه وأهداه الى الرشيد في جملة هدايا النيروز ، فلما رفعت المكبة عنه استعظم الرشيد ذلك فقال جعفر : ما علمت أبلغ في سرورك من حمل رأس عدوّك وعدوّ آبائك اليك. فلما أراد الرشيد قتل جعفر بن يحيى قال لمسرور الكبير : بما يستحلّ