الباب الحادي عشر
القول في الموجودات والأجسام التي لدينا
وهذه الموجودات ، التي أحصيناها ، هي التي حصلت لها في كمالاتها الأفضل في جواهرها منذ أول الأمر (١). وعند هذين (فلك القمر والعقل الحادي عشر) ينقطع وجود هذه. والتي بعدهما هي ليس التي في طبيعتها أن توجد في الكمالات الأفضل في جواهرها منذ أول الأمر ، بل إنما شأنها أن يكون لها أولا نقص وجوداتها ، فيبتدئ منه ، فيترقى شيئا فشيئا إلى أن يبلغ كل نوع منها أقصى كماله في جوهره؛ ثم هي في سائر أعراضه (٢) وهذه الحال هي في طباع هذا الجنس من غير أن يكون ذلك دخيلا عليه من شيء آخر غريب عنه (٣). وهذه منها طبيعية ، ومنها ارادية ، ومنها مركبة من الطبيعية والارادية.
_________________
١) الموجودات السماوية موجودة دائما بالفعل لذا كانت كاملة.
٢) أما الموجودات الأرضية فهي تمر من القوة إلى الفعل ولذا تكون ناقصة ثم تسعى نحو الكمال.
٣) هذا السعي أو الترقي نحو الكمال يكون في طباع الموجود ولا يتم بتأثير خارجي.