الباب التاسع
القول في الأسماء التي ينبغي أن يسمى بها الأول تعالى مجده
الأسماء التي ينبغي أن يسمى بها الأول ، هي الأسماء التي تدل في الموجودات التي لدينا ، ثم في أفضلها عندنا ، على الكمال وعلى فضيلة الوجود ، من غير أن يدل شيء من تلك الأسماء فيه هو على الكمال والفضيلة التي جرت العادة أن تدل عليها تلك الأسماء في الموجودات التي لدينا وفي أفضلها ، بل على الكمال الذي يخصه هو في جوهره (١). وأيضا فان أنواع الكمالات ، التي جرت العادة أن يدل عليها بتلك الأسماء الكثيرة كثيرة ، وليس ينبغي أن تظن بأن أنواع كمالاته التي يدل عليها بأسمائه الكثيرة أنواع كثيرة ، ينقسم الأول إليها ويتجوهر بجميعها ، بل ينبغي أن يدل بتلك الأسماء الكثيرة على جوهر واحد ووجود واحد غير منقسم أصلا (٢).
_________________
١) أسماء الله يجب أن تدل على كماله هو وليس على كمالاتنا نحن.
٢) ولا ينبغي أن تدل على كمالات كثيرة بل على جوهر واحد.