الباب العاشر
القول في الموجودات الثواني وكيفية صدور الكثير
يفيض من الأول وجود الثاني؛ فهذا الثاني هو أيضا جوهر غير متجسم أصلا ، ولا هو في مادة. فهو يعقل ذاته ويعقل الأول ، وليس ما يعقل من ذاته هو شيء غير ذاته. فما يعقل من الأول يلزم عنه وجود ثالث ، وبما هو متجوهر بذاته التي تخصه يلزم عنه وجود السماء الأولى (١).
والثالث أيضا وجوده لا في مادة ، وهو بجوهره عقل. وهو يعقل ذاته ويعقل الأول. فما يتجوهر به من ذاته التي تخصه يلزم عنه وجود كرة الكواكب الثابتة؛ وبما يعقله من الأول يلزم عنه وجود رابع (٢).
وهذا أيضا لا في مادة ، فهو يعقل ذاته ويعقل الأول. فبما
_________________
١) العقل الثاني جوهر يفيض عن الله أو العقل الأول وعنه يفيض العقل الثالث والسماء الأولى.
٢) يفيض عن العقل الثالث العقل الرابع وكرة الكواكب.