الباب الثاني عشر
القول في المادة والصور
وكل واحد من هذه قوامه من شيئين : أحدهما منزلته منزلة خشب السرير ، والآخر منزلته منزلة خلقة السرير. فما منزلته منزلة الخشب هو المادة والهيولى ، وما منزلته خلقته فهو الصورة والهيئة (١). وما جانس هذين من الأشياء ، فالمادة موضوعة ليكون بها قوام الصورة ، والصورة لا يمكن أن يكون لها قوام ووجود بغير المادة. فالمادة وجودها لأجل الصورة ، ولو لم تكن صورة ما موجودة ما كانت المادة. والصورة وجودها لا لتوجد بها المادة ، بل ليحصل الجوهر المتجسم جوهرا بالفعل. فان كل نوع انما يحصل موجودا بالفعل وبأكمل وجوديه إذا حصلت صورته (٢). وما دامت مادته موجودة دون صورته فانه انما هو ذلك النوع بالقوة. فان خشب السرير ما دام
_________________
١) المادة والصورة مبدأ الموجودات.
٢) الشيء بالفعل يحصل من اجتماع المادة والصورة.